أعاد فيروس الكورونا إلى الأذهان كتابات الخيال العلمي، والأفلام المرعبة حول نهاية العالم، وكيف ستكون؟ .. هل في شكل فيروس غامض يجتاح العالم ؟، أم فيضان عارم مدمر؟، أم حركة ارضية مفاجئة يختل فيها الاتزان الأرضي ، أو نيزك مارد يضربها فتنهار الأرض وتنتهي الحياة ؟!!
من الناحية الدينية ثابت أن حقيقة نهاية العالم واقعة لا محال فيها، وعلمها عن الله خالق هذا الكون، لكن العلماء والمختصين في علوم الفيزياء والأرض والفلك، يتفقون مع علوم الدين في أن نهاية العالم هي أمر واقعي وحتمي.
في سنة 1955 ظهرت نبوءة في أمريكا بشر بها محامي أمريكي يدعي "آدم باربر" نشرها في كتيب خاص لايتعدي 27 صفحة، قال فيها : أن فيضاناً عارما سيجتاح الكرة الأرضية في واحد من تاريخين، هما 21 يونيو أو 21 ديسمبر في النصف الثاني من القرن القادم، وسوف يأتي على كل أنواع الحياة على الكرة الأرضية!!
تلقف كاتب آخر هو "جون وايت" تلك النبوءة، وقام بدراستها بشكل مسهب، ووضع دراسته هذه في كتاب اختار له عنوان "Pole Shift" حقق من خلاله مبيعات خيالية في أمريكا وكندا ، واعتبر أن الكارثة القادمة التي ستقضي علي العالم ستكون أثارها المدمرة أكبر بكثير من أثارحرب نووية .
لاشك أن اللغة المستخدمة في الكتاب هى لغة علمية عصية الفهم على غير المتخصصين ، لكن ثمة ثقافة عامة قد تتيح فهم التبسيط الذي حاول المؤلف شرحه.
باختصار أن نهاية العالم وفق الكتاب ستقع نتيجة حركة أرضية مفاجئة عملاقة، ينتج عنها تغيرفي محاور الكرة الأرضية، يتم علي إثره تغير في مكان القطبين الشمالي والجنوبي، وسوف ينتج عن ذلك التحول المفاجئ فيضان أو تسونامي غير مسبوق سيدمر وجه الحياة بالكامل علي سطح الأرض .
لكن من يستطيع ان يؤكد ذلك؟ يقول جون وايت أن خط الإستواء الجغرافي للأرض يختلف عن الخط المغناطيسي للكرة الأرضية بثلاث درجات، ثم أن قوى الضغط " الجيرسكوبي" التي تقاوم حركة الأرض حول محاورها وتقاوم جاذبية الشمس والقمر عند حدوث تغلب عليها من قوي الجاذبية الأرضية فإن الأرض ستشهد حركة مفاجئة، تتغيرعلى اثرها المحاور الأرضية ويحدث الفيضان المدمر!.
النظرية عارضها كثيرون مثل علماء مرصد جرينتش الملكي، ومونت ويلسون ،وبالمور.. وهم يقولون أن النظرية لاتستند على براهين علمية قوية ونصحوا الناس بعدم قراءة الكتاب.
إن كل علماء الفلك والعاملين في الهيئات الفلكية يتسلمون سنوياً اعداداً ضخمة من المؤلفات التي تتعامل مع الخوارق الطبيعية مثل الكوارث المتوقعة، او الكائنات الفضائية، وغيرها من خوارق الطبيعة، ومعظم هذه الكتب مؤلفيها ليسوا من العلميين، وهم يعتمدون بالدرجة الأولى على الخيال، حتى أن بعضهم يعاني من اضطرابات عقلية .
يقول جون وايت في كتابه، إن هناك حقيقة كونية دامغة عن حركة الأرض يعرفها علماء الجيولوجيا، وهي أن المحيطات والبحار تتحرك، وأن هناك تغير دائم علي سطح الأرض نتيجة حركة الصفائح التكتونية الأرضية، ثم ان باربر قضي 20 سنة يدرس طبيعة دوران الأرض حول الشمس قبل أن يخلص إلى حقيقة أن هناك مدارين للحركة الأرضية، احدهما قطره صغير، والآخر قطره كبير، وفي حالة انطباق المدارين، تحدث الحركة الأرضية المفاجئة بزاوية قدرها 135 درجة، وهذا قد يحدث كل 9 آلاف سنة.
اذن من الثابت علميا أن المدار الأصغر هو الذي يفسر اقتراب الأرض من الشمس في شهري يونيو وديسمبر من كل عام .كما ان المدار الكبير للأرض معروف علمياً ويبلغ قطره 3.000,000 ميل ويتأثر هذا المدار بتأثر جاذبية الشمس والقمر والكوكب الأخري .
لقد ثبت أن كل 25 ألف سنة تتغير المحاور الأرضية بزاوية قدرها 45 درجة، وتصبح علي شكل مخروط، اي أن القطب الشمالي سيتحرك والقطب الجنوبي 45 درجة في اتجاه خطوط العرض، وينشأ عن ذلك التغير اقطاب جديدة للارض، ومن ثم خطوط عرض جديدة، وسيتغير مكان الشروق والغروب وفقا للأقطاب الجديدة.
لكن ما الذي قد يحدث للناس أثناء حدوث تلك الحركة الأرضية الكارثية؟، إن شعور المرء وقت حدوثها، يمكن تشبيهه بالشعور الذي يحدث للمسافر عند توقف قطار فجأة ، فالكرة الأرضية سيحدث بها حركة إهتزازية شديدة ، وسوف تستمر لمدة 5 دقائق، قبل أن تأخذ الأقطاب الأرضية مكانها الجديد، إن الشخص الجالس على شاطئ البحر لن يكون أمامه أكثر من 3 الي 4 دقائق ليستقل قارب نجاة قبل أن تغمر المياه اليابسة. سيتم غرق ألف ميل في غضون ساعة واحدة ، كذلك فإن الفيضانات داخل البلاد ستكون عنيفة وقاسية، لذلك فإن الباحثين عن النجاة يجب أن يتزودوا بسفن قوية ذات تصميمات خاصة دائرية الشكل، ومحكمة حتي تستطيع مقاومة الأمواج العاتية التي ستغرق 3 آلاف ميل في وقت قصير، أما في مركز اليابسة الذي يبعد 6 الاف ميل فسوف يكون فيه اضطراب شديد .
ركاب الطائرات في ذلك الوقت لن يشعروا بالحركة الارضية، لكنه سيحدث إضطراب كبير في أجهزة الملاحة كالبوصلة وأجهزة التوقيت وغيرها من أجهزة تحديد الإتجاهات .
يقول جون وايت ان تأثير الفيضان علي مدينة نيويورك وحدها سيتسبب في غرقها في خلال 3 الي 4 دقائق، وسيكون ارتفاع الماء فيها 400 قدم، وسوف تنهار ناطحات السحاب، وقبل ذلك سيهرع الناس في سفن الإنقاذ التي صممت خصيصا لذلك اليوم وبعد ساعة واحدة ستأخذ الأرض شكلا جغرافيا جديدا غير ذي قبل، وتزداد ابعادها عن خط الإستواء 18 ميل، ويظهر خط إستواء جديد، فمدينة نيويورك مثلا ستبتعد 2.500 ميل عنه .
بعد مرور عشرة أيام على هذا الفيضان العاتي، ستبدأ القوارب المنتشرة هنا وهناك في الاتجاه إلى يابسة جديدة والتي ستبعد عنهم 2.500 ميل .
إن الغابات الكثيفة في أمريكا الجنوبية، والأدغال الإفريقية، ستغطي بمئات الأقدام من الرمال والطين والزلط ، وستتحول بعد آلاف السنين الي طبقات من الفحم، وهذا هو بالتحديد ما حدث ذات يوم في ولاية بنسلفانيا التي يقول عنها الجيولوجيون إنها كانت مغطاة بالغابات الاستوائية قبل غرق الأرض منذ 27 الف سنة ، والدليل على ذلك هو الطبقات الفحمية في المدفونة في باطنها. أيضا فإن الثلوج ستذوب نظرا لتغير مكان الأقطاب وهو ما يجعل الفيضانات عاتية .
الحقيقة أن هناك نزعة دائمة من الكتابات العلمية، ترتكز دائما إلى قوانين الطبيعة في تحقيق فكرة نهاية العالم، والحقيقة أنه بعد ظهور فيروس الكرونا هذا، عادت هذه الكتب للرواج مرة أخرى، إنطلاقا من الحس والفضول الإنساني للقدر المحتوم في شكل تساؤل عن كيفية نهاية العالم؟
ثمة تواريخ عديدة مرت وكان العلماء قد اشاروا لها بأنها ستشهد نهاية العالم ، ولم يحدث شئ، لكن مازال النظر في كتب هؤلاء يميط اللثام ، أو يعطي فكرة عن حقائق الكون الغريبة.
إن أعقل التصورات التي يمكن أن تعطينا فكرة مكتملة عن انهيار الكرة الأرضية، وأنتهاء الحياة عليها، هي الغوص في علوم الفلك والطبيعة، حتي نتبين حقيقة الصورة...فالعلماء يعرفون أكثر من غيرهم أن الحياة تغيرت بالفعل علي ظهر الكوكب عدة مرات منذ نشأته حتي الآن، فقد تعاقبت عليه حقب شديدة البرودة وغيرها شديدة الحرارة وبفعلها تغيرت الحياة علي ظهره عدة مرات .
إذن سواء بالفيروس أو بغيره ستتغير الحياة علي ظهر الكوكب مرات قادمة، إنتظارا للحظة الفناء الحتمي وأنتهاء الحياة بالكامل على سطح الأرض.

