: آخر تحديث

الاستثمار في الثروة البشرية

86
72
60
مواضيع ذات صلة

يشهد الاقتصاد في مختلف قطاعاته تحولات كبرى نحو النمو القائم على المعرفة، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، نطمح إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة مع التركيز على الصناعات المتطورة والبحث العلمي والابتكارات التي من شأنها أن تعزز مسيرة التطور والنمو المستدام للدولة، غير أن هذا التحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة لا يمكن تحقيقه دون استثمار في الثروة البشرية وتنمية مهارات القادة الإماراتيين من الشباب المتخصصين في مختلف المجالات والقطاعات ذات الأولوية.

ومن هذا المنطلق، نسعى في الإمارات إلى تطوير خبرتنا المتخصصة في مختلف المجالات، عبر التعاون مع المؤسسات العلمية والتعليمية والشركات ذات الصلة والخبراء المختصين، بغية الحفاظ على مكانتنا في طليعة السباق العالمي من أجل التنمية.

وفي هذا الإطار تقف الحكومات والشركات أمام مسؤولية جديدة لامتلاك زمام المستقبل عبر توفير بيئة عمل لا تقتصر على تشجيع الموظفين فحسب، بل وتمكنهم أيضاً من اكتساب المهارات المستقبلية الأساسية وبشكل خاص المرونة وسرعة الاستجابة للتطورات، بحيث يجددون مهاراتهم باستمرار. ولذلك يجب أن يكون بناء الخبرة المستدامة عملية ديناميكية وشاملة تجمع بين العمل المهني والتعلم في أثناء العمل والتعليم العالي والتدريب المهني والتعليم المستمر. ويجب أن تكون عملية تعتمد على تراكم المعرفة الجماعية ونشرها بكفاءة، وتبني شبكات من الخبراء على الصعيدين الوطني والدولي.

العالم اليوم يتجه نحو اعتماد معايير جديدة لتقدم الأمم تعتمد على مقياس "رأس المال البشري" والذي يتكون من مؤشرات أساسية في المرحلة الحالية والمستقبلية منها جودة التعليم والمهارات المتقدمة. ولذلك فإن علينا الاستعداد لعالم لا تعد فيه الثروات الطبيعية هي المعيار الأساسي لثروات الدول،

بل ستكون الأولوية للمصادر الأكثر استدامة والتي هي ثروات العقول والخبرات البشرية. وقد تبدو هذه الفكرة حديثة العهد بالنسبة للعديد من دول العالم، وقد بدأت تنتشر بعد إطلاق البنك الدولي مؤشره الجديد "رأس المال البشري"، لكنها فكرة متجذرة في منهج دولة الإمارات منذ تأسيسها، إذ أن هذه الدولة تأسست وهي تردد كلمات المؤسس المغفور له الشيخ زايد: "الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط"، كما أننا نشأنا ونحن نردد عبارة أخرى للوالد المؤسس: "إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون، وأن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره".

نحن في دولة الإمارات نملك الدافع والعزيمة، والأهم من ذلك الرؤية لمواصلة الاستثمار في رأس المال البشري لدينا، وتحقيق مستويات الخبرة اللازمة لبناء اقتصاد قائم على المعرفة، وبالتالي ضمان استمرارنا في المنافسة على أعلى المستويات العالمية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي