: آخر تحديث

الجزائر والمغرب ..والعلاقات الجديدة

70
64
62
مواضيع ذات صلة

الآن بعد هذه الإنتخابات الرئاسية الجزائرية، التي فاز فيها عبدالمجيد تبون المعروف بصدقه ونظافة قلبه ويده ونقاء سريرته ومسيرته وبتطلعاته نحو مستقبل زاهر وأفضل لبلده الجزائر، التي كانت قبل الإستقلال وبعده قد مرت بظروف صعبة وقاسية، فإن المؤكد أن إستجابته ستكون صادقة وفورية لدعوة العاهل المغربي محمد السادس، الذي أثبت أنه لم يأخذ من مسيرة الماضي في المملكة المغربية إلا الجوانب الطيبة والحسنة، بفتح صفحة جديدة بين البلدين الشقيقين.

وهنا ويقيناً أن إلتقاء المغرب والجزائر، والمؤكد أنهما سيلتقيان على الخير لشعبيهما الشقيقين وللمنطقة كلها، فإنه ستكون هناك معادلة إفريقية جديدة وأيضاً معادلة عربية فالبلدين أساسيين في هذه المنطقة ولهما إطلالة مباشرة على أوروبا كلها كما أن لها إمتداداً تاريخيا في أفريقيا وفي الفضاء العربي - الأفريقي الذي يضم أيضاً سبع دول عربية من بينها مصر التي أصبح عدد سكانها مائة مليون ويزيد .

وهكذا ولأن العاهل المغربي الملك محمد السادس قد بادر، وهذا كان متوقعاً، إلى تهنئة عبدالمجيد تبون بإنتخابه رئيساً للجزائر وتجديد دعوة سابقة بفتح صفحة علاقات أخوية بين الدولتين الجارتين والشقيقتين فإن المتوقع أن يستجيب الرئيس الجزائري "الجديد" لهذه الدعوة وأن يغلق ملف الماضي نهائياً وأن تكون هناك علاقات جديدة بين الدولتين الشقيقتين وعلى أساس الأخوة الصادقة وحسن الجوار والثقة المتبادلة والمستقبل الواعد لشعبين تجمعهما روابط تاريخية متعددة وكثيرة. 

إنه غير ضروري وليس لازماً فتح تلك الصفحة القديمة التي بقيت مفتوحة عملياًّ منذ بدايات ستينات القرن الماضي فخلال نحو ستين عاماً طرأت متغيرات كثيرة إن بين هاتين الدولتين الشقيقتين وإن بالنسبة للوطن العربي بأسره وأيضاً وإن بالنسبة لأفريقيا وهنا فإن المفترض أن الأشقاء الجزائريين والمغاربة الذين كانوا نسوا حتى ذلك الماضي الموجع مع فرنسا التي كانت دولة إستعمارية سينسون تلك المرحلة السابقة التي يجب طي صفحتها وبصورة نهائية وإلى الأبد. 

وعليه فإن الواضح والمؤكد أن دعوة العاهل المغربي هذه ، التي هي دعوة صادقة ودافعها حسن الجوار والمصالح الجزائرية - المغربية المشتركة، ستواجه بالإستجابه الصادقة فجزائر اليوم غير جزائر الأمس وغالبية الشعب الجزائري العظيم أصبحت من الشبانالمندفعين الذين يريدون بل ويصرون على الإنتقال ببلدهم، بلد المليون شهيد ونصف المليون، إلى الفضاء الكوني الجديد وإلى علاقات غير العلاقات السابقة مع دول الجوار كلها وفي مقدمتها المملكة المغربية التي هي بدورها تسعى لمستقبل واعد مع هذه الدولة العربية الجارة ومع غيرها من الدول الأفريقية. 

 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.