: آخر تحديث

صعود السينما السعودية !

2
2
2

خالد السليمان

كان لافتاً لي بروز أفلام سعودية ضمن عروض صالات السينما في المملكة، بل ومنافستها على تصدر شبابيك التذاكر، وهذا يدل على وجود ممكنات ومحفزات مهّدت لنهوض صناعة سينما سعودية لطالما كانت غائبة طيلة عقود من الزمن !

في تقرير هيئة الأفلام السنوي لعام 2024 ملامح التغيير التي حصلت في أدوات وعناصر صناعة السينما السعودية، ابتداءً من تأسيس البنية التحتية للإنتاج، ومروراً بإيجاد برامج التمويل وتوفير حوافز الإنتاج وتطوير المواهب، ووصولاً إلى أرشفة الأفلام وتنظيم المهرجانات وتقديم الجوائز المحفِّزة لتجسيد الزخم الذي يشهده هذا القطاع الصاعد !

في الحقيقة، لم تتأخر هيئة الأفلام كثيراً، فقد تأسست عام 2020، بينما تصدر فيلم «سطار» السعودي - المدعوم من برنامج الاسترداد المالي - إيرادات شباك التذاكر بأكثر من 40 مليون ريال، مما شجع على إطلاق برامج ومبادرات لدعم صناعة الأفلام في المملكة، مثل برنامج «ضوء» وصندوق التنمية الثقافية، وكان انطلاق النسخة الأولى من منتدى الأفلام السعودي 2023 محفزاً ومبشراً، فيما وضع الفيلم السعودي «نورة» - المدعوم من برنامج «ضوء» - بصمته في مهرجان «كان» السينمائي كأول فيلم سعودي يشارك ويحظى بإشادة خاصة !

التقرير مليء بالأرقام اللافتة التي لا يمكن حصرها في مساحة هذا المقال، لكن لعل من أبرزها وجود 65 شركة إنتاج نشطة في السعودية، بالإضافة إلى 7 شركات توزيع، فيما بلغ ما أُنفِق على الإنتاج في المملكة أكثر من 147 مليون ريال، بينما بلغت المساحة المتاحة للاستديوهات 100 ألف متر مربع تقريباً !

اللافت، أن إيرادات شبابيك تذاكر السينما العالمية تشهد انخفاضاً بسبب هيمنة منصات البث المباشر، إلا أن شبابيك التذاكر السعودية حافظت على معدلات جيدة قياساً بالدول المجاورة وبعض دول العالم، حيث بلغت 845 مليون ريال !

باختصار.. وجود قطاع سينما سعودي قوي ومؤثر يمكّن دور الفن السابع من الإسهام في الابتكار والإبداع وتنويع الاقتصاد، ويعزز الهوية الثقافية وحفظ الإرث الفني للمجتمع المحلي !


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد