> في مثل هذه الأيام قبل سنوات مضت كان أعضاء «جمعية هوليوود فورين برس»، وأنا منهم، نستيقظ يومياً على مقابلة في فندق فور سيزونز (وأحياناً سواه) لمقابلة مخرج أو ممثل أو سينمائي آخر تبعاً لبرنامج عمل وموعد تم الاتفاق عليهما.
> كنت أقود سيارتي الشيفروليه كورسيكا من المنزل في بيڤرلي هيلز (نواحي وستووت بوليڤار) صباحاً صوب المكان. إنما إذا لم تكن هناك مقابلة فهناك فيلم في صالة عرض خاصّة قد تقع في منتصف هوليوود أو في شرقها أو عند صنست بوليڤارد أو في منطقة ڤينيسيا.
> اليوم بكامله كان منقسماً بين عروض خاصّة لأفلام مرشّحة لجوائز «غولدن غلوبز» أو لمقابلات (معظمها وجد طريقه إلى هذه الصحيفة) أو لحفلات مسائية تقيمها شركات الأفلام في فنادق رئيسية. من سبتمبر (أيلول) إلى نهاية السنة كنا نعيش مهرجاناً يومياً متكاملاً.
> هذا عندما كانت هذه الجمعية المسؤولة الوحيدة عن تلك الجوائز قبل أن يعمل معول الهدم عليها في حملة إعلامية قاسية مليئة بالمغالطات. وبما أن الإدارة في 2018 كانت ضعيفة فإنها لم تستطع صد هذا العدوان عليها الذي - يُقال - إنه كان جزءاً من خطة لقيام شركتي إنتاج باحتوائها.
> نتيجة ذلك أن الجمعية، منذ ذلك الحين، تحوّلت إلى جهة تنفّذ فعلاً واحداً: استفتاء بين النقاد والصحافيين على ترشيحات الجوائز، قبل أن يؤول الاستفتاء إلى مالكيها الجدد.
> لم تعد هناك مقابلات ولا عروض خاصّة (بالكم السابق) ولا حفلات ولا تلك الهالة الكبيرة التي كانت للجمعية التي تم إنشاؤها في ثلاثينات القرن الماضي وعُرفت بسخاء هباتها للمؤسسات السينمائية ولترميم الأفلام.
> تلك أيام رحلت. نوع من الفترات الذهبية التي تم قضمها بالتدريج. ليس مستهجناً القول إن الماضي، حيال الحاضر، هو أزهى.