: آخر تحديث

جرعة من أمل

1
1
1

سارة النومس

لقد استطاع الكيان المحتل، أن يستحوذ على فلسطين بممارسة المظلومية وتسوّل العطف والشفقة من دول العالم حتى كسب التأييد الأكبر من العالم ومارس تنفيذ مخططاته... قويت شوكته وأصبح السلاح والقتل، هما لغة التفاهم لدرجة عدم الرد حتى على مطالبات المنظمات والدول بوقف إراقة المزيد من دماء الأبرياء... ما يميزه عنا (للأسف) هو صبره في تنفيذ الخطط، حتى لو كان الوصول بعد عشرات السنين.

لقد كانت فلسطين أرضاً وشعباً، فصارت اسماً في خريطة قديمة، تقلصت كثيراً وأصبحت خرائط اليوم تسميها إسرائيل، ضاربة بالحقائق والتاريخ عرض الحائط.

لا أنكر أنني أشعر بالضعف الشديد وقلة الحيلة كما يشعر بهما من لايزال يملك الضمير الإنساني الذي يفكر في أهمية حياة الآخرين كما هي حياته.

إن رفض العرب لوجود الكيان أضعف من قوتهم ومقاومتهم وزاد من قوة الكيان ودعم الخارج له، على الرغم من صحة موقفهم، لكن أحياناً لا تُحل القضايا بالعاطفة والانتماء، وأكبر دليل تقصير الكثيرين اليوم بحق القضية. لقد كنا نتحدث في السابق عن فلسطين، واليوم نطالب ونبكي لغزة جزء صغير من فلسطين (للأسف ثانية).

تلعب الوساطة العربية دوراً مهماً في التفاهم والمطالبة بحق الفلسطينيين في العيش وحل الدولتين، وإن كانت في السابق من «سابع المستحيلات» لدى العرب... فلم لا يرضون اليوم بهذا الحل بدلاً من الحرب والقتل؟

على الرغم من أن ما حدث للفلسطينيين منذ أكتوبر من عام 2023 وصمة عار تُضاف في تاريخ القتل الإسرائيلي ضد الأبرياء، إلا أن العالم استطاع أن يرى حقيقة الأمر وللمرة الأولى، وكأن الناس كانت مغيبة تحت تأثير سحر المظلومية والإعلام المدافع بشدة عن الكيان الصهيوني.

اليوم يتعاطف الناس مع القضية الفلسطينية وتقف الكثير من الدول للمطالبة بحق الفلسطينيين في دولة، حتى وإن كانت الشروط بعدم وجود مقاومة، فروح الإنسان الفلسطيني غالية ويجب أن يكون هناك من يحافظ عليها.

سيكون هناك علم فلسطيني رسمي عالمي... ستُبنى المدارس والمستشفيات والمؤسسات من جديد، سيكون هنالك جواز فلسطيني عابر للقارات. ستتحدث فلسطين عن نفسها بدلاً من التحدث نيابة عنها.

ربما يرفض العربي وكنت منهم هذا الحل، وبأن الدولة كانت عربية حرة. نعم نتألم من حقيقة التاريخ وأحقية الفلسطينيين بهذه الدولة، لكن أليس من الأولى أن نضمن ما هو في يدنا بدلاً من خسارته أيضا؟

لا أعلم متى يكون ذلك ولكنني متأكدة من أن الطاولة ستُقلب على الكيان يوماً ما، وتصبح الكفة الأقوى لدى فلسطين... من يزرع البذور يوماً يصبر على يوم الحصاد العظيم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد