: آخر تحديث

كيف.. ولماذا ننام؟

3
3
2

يمر الدماغ، أثناء النوم، بالعديد من العمليات والتغيرات المهمة، حيث تقوم خلاياه بإنتاج دفعات من النبضات الكهربائية تُشكل موجات إيقاعية، وهي علامات على زيادة وظائف خلايا الدماغ حتى أثناء النوم الهادئ. تُساعد هذه الموجات الدماغية على التخلص من الفضلات والمخلفات الأيضية، وهي عملية يُعتقد أنها تُساعد في الوقاية من الأمراض العصبية مثل ألزهايمر.

يتضمن النوم مراحل متعددة ذات نشاط دماغي مميز. فأثناء النوم غير المرتبط بحركة العين السريعة، يُبطّئ الدماغ ذبذباته الكهربائية وتسترخي عضلاته، ما يدعم عمليات معينة مهمة للتعلم ولتقوية الذاكرة، وتُسهم في استقرارها. فالنوم ليس حالة خاملة، بل فترة نشاط عالية للدماغ، وضرورية للصحة الإدراكية العامة.

تتغير كمية النوم التي يحتاجها الشخص بمرور الوقت، وتتغير إيقاعاته اليومية مع التقدم في السن. هناك توصيات خاصة، من أعلى المراكز الطبية، تتعلق بمقدار النوم لكل عمر، الذي يجب أن يحصل عليه الشخص كل ليلة. إن فهم احتياجاتك من النوم خلال مراحل الحياة المختلفة، وحل المشكلات التي تنشأ، يمكن أن تُمهد الطريق لنوم أفضل ليلًا. ففي كل مرحلة عمرية مهمة في حياتنا، يتغير نومنا قليلاً، «علينا أن نعدل توقعاتنا»، فمن النصائح لنوم أفضل، إن كنت ممن يتقلبون في الفراش، تجنّب التعرّض للضوء الأزرق قبل النوم، وأهم مصادره شاشات الأجهزة الكهربائية، مثل الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية، والتلفزيونات الحديثة، ومصابيح اللد. كما يتأثر نومنا بما نتناوله قبلها.

كما يُنصح عمومًا بقيلولة قصيرة (15 ــ 30 دقيقة)، بعد الظهر، لتعزيز اليقظة دون التأثير في النوم الليلي، ولكن القيلولة الأطول التي تصل إلى ساعة أو ساعتين تُحسّن أيضًا النوم البطيء ونوم حركة العين السريعة، ما يُسهم بشكل إيجابي في زيادة إجمالي وقت النوم. مع ذلك، يُفضل أخذ القيلولة قبل منتصف النهار (قبل الساعة 3 مساءً) لتجنب اختلال القدرة على النوم ليلًا.

أما لكبار السن، فيمكن للقيلولة أن تكون أطول، وتزيد من إجمالي وقت النوم دون التسبب بالنعاس أثناء النهار. بشكل عام، تُكمل القيلولة النوم الليلي، ولكنها لا تُغني عن النوم المُكثف.

على مدار عقود طويلة، ظل العلماء يفكرون في مشكلة أساسية، وهي كيف يتخلص مخ الانسان من النفايات، التي يفرزها أثناء العمل والتفكير طوال اليوم، والتي تتضمن بروتينات وجزيئات زائدة، قد تتحول إلى مواد سامة في حالة عدم التخلص منها، ومن بينها بروتينات الأميلويد بيتا وتاو، التي تعتبر من المسببات الأساسية لمرض ألزهايمر.

وسبق أن توصل العلماء في جامعة روشستر الأمريكية إلى نظام دوري لم يكن معروفاً من قبل لطرد الفضلات السامة من المخ. فقد تبين من خلال أبحاث على فئران التجارب تدفق السائل النخاعي داخل أنفاق حول الأوعية الدموية في المخ. وهذه العملية تنشط ليلا فقط، أثناء النوم العميق، وتتوقف عملية التنظيف بعد الاستيقاظ، وهذه واحدة من أهم فوائد النوم. فعندما نستيقظ ونحن نشعر بالنشاط بعد فترة من النوم الهادئ، فإن ذلك يرجع على الأرجح إلى أن المخ تعرّض لعملية إعادة ضبط على غرار ما يحدث في حالة صيانة السيارة.


أحمد الصراف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد