: آخر تحديث

عزنا بطبعنا

3
3
3

جلست أفكر، كيف يصبح الإنسان وطنيا بفنه، ووصلت سريعا إلى الإجابة، بأن تكون صادقا في فنك، أن تشغله بحرص ودقة، أن تضع فيه كامل شغفك وإتقانك، ألا تتنازل عن الأفضل، ألا تتوقف عن محاولة الوصول للكمال. هذا في رأيي هو ما يجعل الفنان شخصا يعشق وطنه وهو بذلك في كل ما يقوم به يكون نموذجا لإنسان البلد.

البلد، أي بلد، تفخر بفنانيها، نحن أيضا كذلك، ألا تشعر بالفخر وأنت تستمع إلى أغاني المطربين السعوديين تغنى في كل مكان، حتى سائق أوبر وبدون أن يعرف جنسيتك، يستمع إلى محمد عبده وهو لم يزر السعودية، يشعرك بالفخر. الموسيقى، فننا الجميل المتقدم والمعقد، فننا الذي ينافس في كل مكان، عزنا.

عزنا بطبعنا، وطبعنا في الفن جميل، كل الفنانين عندنا دليل على ذلك، أسماء كثيرة في مختلف الفنون، إذا ذكرتها ابتسمت، وشعرت بالسعادة، شعرت بالعز، عبدالحليم رضوي، محمد السليم، عبدالجبار اليحي، طه صبان، عبدالله إدريس، عبدالله الشيخ، منيرة موصلي، صفية بن زقر وآخرون وآخرون، أسماء كثيرة، كلها ترفع عاليا راية الفن التشكيلي، وتجعل الفن التشكيلي، عزنا، وطبعنا.

الشعراء السعوديون، هذه حكاية أخرى، حكاية جميلة ولا يمكن إلا أن تزرع فيك الحب، والفخر، كيف يمكن حتى أن تتجرأ وتذكر أسماء دون أخرى، لكنك تفعل لأنك لا تريد حصرهم، أنت فقط تضع أمثلة كي تثبت للناس أن طبعنا في الشعر عز وسحر وجمال، حمزة شحاتة، محمد الثبيتي، بدر بن عبدالمحسن، حسن السبع، وآخرون كثر، أقرأ شعرهم ويغمرني الجمال والفخر.

في النثر كذلك، كم رواية قرأت وكم مجموعة قصصية سحرتني لغتها وعوالمها، منذ بدأت أتلمس هذا الطريق، كم عشت بكل حواسي مع كتاب تعلمت من قراءتي لهم في أول طريقي، وكتاب أقرأ لهم الآن وأقول الله على الإبداع، كانت الأسماء التي أقرأ لها وأنا في البداية، هي التي حفزتني لإكمال الطريق، لأنها قالت لي إننا من هذه البلاد، ولأننا نؤمن بها ونحبها نكتب بهذه الطريقة وبهذا الجلال. كل تلك الأسماء، التي رحلت والباقية، مدينة أنا لها بالأدب الذي أكتب، مدينة لكل المناخ الذي خلقته لي كي أكون واحدة من كتاب هذا الوطن.

السينما، المسرح، التلفزيون، العوالم السحرية، نراها الآن في بلدي، ونفخر، في سنين قليلة حققنا ما يثبت أننا أبناء هذا البلد، ونسعى دوما لأن نكون جديرين به، البداية كانت من زمن بعيد، لكن الظروف التي تهيأت الآن، والتي قبض عليها الفنانون بحرص وحب، تقول: إن الفنان السعودي، مواطن سعودي، يعتز بطبع بلده، وطبع بلده الصدق في الفن.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد