: آخر تحديث

ثانكيو

3
2
4

كان ينقص الأمم المتحدة أن يتعطل فيها عمل الملقن الكهربائي والمصعد الكهربائي خلال إلقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب كلمته أمام الجمعية العامة، فسارع إلى إضافة ذلك إلى العِلل التي تشكو منها المؤسسة الدولية، التي تعاني من الترهل بعد ثمانين عاماً من العمل الصعب. ومَن لا يشكو من سأم الثمانين حولاً، كما فعل زهير بن أبي سلمى، مع أن العالم على أيامه كانت حروبه قليلة وتكاليف الحياة فيه ليست بالسوء الذي ادعاه.

ثمانون حولاً والدنيا تشكو، لا من تعطل السلالم، بل من «اختلال العالم برمته»، كما قال أمين معلوف في تأريخه للتاريخ. وقد ذهل القوم بإشارة الرئيس الغاضب إلى كهربائيات الأمم، فلم ينتبهوا إلى القنبلة التي رماها على الصديق السابق فلاديمير بوتين، عندما أعلن أن أوكرانيا سوف تعود إلى فولوديمير زيلينسكي زنقة زنقة. إنسوا. الدونتسك وخيرسون ولوغانسك وتوابعها والملحقات.

ما هذه الهدية المزلزلة بعد لقاء السجاد الأحمر في ألاسكا؟ الآن على العالم أن يدرس خريطته في أوروبا من جديد. والمشكل، كما يقال، أن الأرض مستديرة والخرائط مسطحة.

وإلا كيف تفسر جنابك أن «نوبل السلام» تعطى لباراك أوباما في بداية عهده، ولا تعطى للرجل الذي يكرس وقته من أجلها، ويلتفت إلى العالم فيراه مأخوذاً عن غزة بالعطل الذي أصاب السلّم إلى قاعة الجمعية العامة.

تعطي الجمعية النجومية لرئيس ما. لا أحد يستطيع أن يخطفها من ترمب. إيمانويل ماكرون كان مهتماً بكتابة التاريخ على طريقة شارل ديغول. وفي لغة تليق بسلفه، أعلن الاعتراف بالدولة الفلسطينية. رجل آخر كتب التاريخ بأحرف من سطوع. المستر كير ستارمر، الذي أعلن أن اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين إنما هو واجب الضمير بعد وعد بلفور.

إليكم وعد ستارمر... ثانكيو!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد