سيتم تحقيق كل ذلك من خلال تسجيل المدينة كعضو في الشبكة الإقليمية للمدن الصحية لدى منظمة الصحة العالمية، بعد استكمال وتطبيق المعايير التي حددتها المنظمة، والتي تشتمل على محاور رئيسية، يتم من خلالها تحقيق رؤية الكويت 2035 في المجال الصحي، حيث سيوفر البرنامج آليات فعالة لمواجهة التحديات الصحية، التي تفوق قدرات الأنظمة الصحية، التقليدية، في الدولة المعنية.
البرنامج طموح وصعب التحقيق، ونجاحه يعتمد، منذ اليوم الأول، على من سيديره، وما يتطلب تحلي المدير به من كفاءة إدارية عالية، فالهدف ليس سهل التحقيق، ومن متطلباته الإجادة التامة للغة الإنكليزية، لارتباط المشروع بمنظمات دولية.
* * *
تكررت من الحكومات السابقة اختيار مسؤولين لشغل مختلف المناصب، وصولاً للوزراء، ليتبين تالياً أن الاختيار لم يكن موفقاً، لوجود مثالب أو مشاكل سياسية أو مواقف سابقة، أو أحكام نهاية أو متوقع صدورها، تمنع تولي أو استمرار من تم تعيينهم في منصبهم، إن أدينوا تالياً، وكان بالتالي يتم غالباً إعفاء هؤلاء قبل إتمام إجراءات تعيينهم، وأحياناً بعد تعيينهم، وبعد أدائهم القسم.
كانت تلك الاختيارات الخاطئة مثار لغط كبير وعنوانا على سوء الاختيار، وعدم بذل الكثير من الوزراء أو المستشارين ما يكفي من تدقيق نافٍ للجهالة Due diligence، وما يتطلبه الأمر من حرص شديد في الاختيار، ليس فقط من منطلق النزاهة، بل وأيضاً من منطلق الكفاءة. فقد لوحظ أن بعض المسؤولين أصبحوا يعينون مستشارين أو مساعدين لهم، صادرة بحقهم أحكام نهائية مخلة بالشرف، فوق عدم كفاءتهم.
تكررت هذه الظاهرة مؤخراً مع تعيين طبيبة في منصب حديث ومرموق، فانتشرت تغريدات تتضمن عرضاً لبعض آرائها السياسية، الناقدة بشدة للحكومة، فتم، وغالباً على أساسها، إعفاؤها من المنصب. هنا تضاربت آراء المراقبين بشأنها، بين مؤيد لقرار إعفائها، لسابق مواقفها وآرائها المعلنة، والمسيئة للحكومة. وبين آخرين رأوا في ما كتبته على «تويتر» «حرية رأي» لا ترقى لدرجة لإنهاء تعيينها. وأن ردة الفعل الوزارية تضمنت مبالغة غير محمودة، خاصة أنها جاءت استجابة لمطالبات على الواتس. ورأى فريق ثالث أن استجابة الوزير أو الحكومة، لما ينشر على وسائل التواصل، إن ثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، صحتها، أمر ليس بذلك السوء، خاصة إن كانت الانتقادات صحيحة، فهذا الدور الحقيقي لهذه الوسائل، التي أصبحت تمثل، في غياب أجهزة مجلس الأمة الرقابية، عين الرقيب، وإن ما حدث مثّل الدور الحقيقي لدور الرأي العام.
أحمد الصراف