: آخر تحديث

أعطني حظاً!

3
2
3

عوض بن حاسوم الدرمكي

تنسب للروائي الروسي أنطون تشيخوف أنه قال: «منذ أربعين سنة عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري عثرت في الطريق على ورقة مالية فئة العشرة روبلات، ومنذ ذلك اليوم لم أرفع وجهي عن الأرض أبداً،.

هي قصة متخيلة بالتأكيد، فتشيخوف هو أحد أعظم كتاب القصة القصيرة في التاريخ وثاني أهم كاتب في المسرح بعد شكسبير، ولم يكن ليصل لهذه المكانة لو بقي يفتش عن عملات ملقية على الأرض طيلة حياته، لكنه أراد إيصال رسالة لمن يريد استيعاب أحد أهم دروس التاريخ، ألا و هي أن الحظ - مجازاً - يأتي لمن يستعد له جيداً لا لمن يبحث عنه دون استعداد!

يفاجئك الباحثون عن الحظ السعيد بقصص مبتورة لتأييد رأيهم، فجيف بيزوس ترك عمله في وول ستريت، لأنه رأى رقماً مصادفة عن نمو الإنترنت بنسبة 2300% سنوياً،.

لو كانت الحياة بهذه السطحية لما تعلم إنسان ولا اجتهد آخر، بل يكفي الجلوس مع دلة كرك انتظاراً لقدوم ذلك الحظ المبارك، وكم يستعصي على العاقل تفهم طريقة تفكير أولئك الأشخاص ولهاثهم خلف كل أفاكٍ وأفاكة من دجاجلة ما يسمى علوم الطاقة.

لا بديل أبداً للجهد والعمل المضني والتخطيط الجيد القائم على المعرفة، ولا يمكن أن يقتنص الفرَص – التي يسميها الفارغون حظاً - إلا من جمع القدرات والدافع الداخلي للتنافس مع الآخرين من أجل الوصول لما يطمح إليه، فلو لم يكن بيزوس ذكياً بما فيه الكفاية لما انتبه لما يعنيه ذاك الرقم.

أما جي كي رولنغ فقد كانت عاطلة تقريباً، وكانت متجهة إلى لندن، فتعطل القطار في منطقة ريفية، تترامى فيها الحقول الخضراء بمقاطعة شيشاير، واستمر العطل أربع ساعات كاملة، ولم يكن لديها كتاب لملء الفراغ أو ورقة أو قلم، وبقيت تنظر من النافذة، وأطلقت العنان لخيالها، وتولدت فكرة عظيمة دفعة واحدة، تقول رولينغ:

ارتحلت لمدينة بورتو البرتغالية لتعمل مدرسة لغة إنجليزية وهناك كتبت روايتها الأولى «هاري بوتر وحجر الفيلسوف» على طاولة منعزلة في مقهى Majestic، وأرسلتها فور كتابتها إلى 12 دار نشر، رفضتها جميعاً، ولم تيأس أو تبكي على الحظ السيئ حتى قبلتها دار Bloomsbury، وتحكي الأرقام بقية الحكاية:


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد