إسرائيل التي تزعجها مفردة السلام وتحارب كل من يسعى إليه، تبرهن مرة أخرى أنها عدوة السلام الأولى، فمن الاعتداء على الدول إلى استهداف الوسطاء، لنجد أنفسنا أمام مشهد لا يتكرر حتى في أحلك العصور ظلامًا، ولا غرابة في ذلك، عندما تغيب الأخلاق والقيم والدين، ليبقى صوت المدفع وحده هو السائد.
ولا شك أن استهداف الدوحة كان بمثابة إعلان صريح بأن إسرائيل لا تريد السلام، بل تحارب حتى من يسعى إلى تقريب وجهات النظر، ففي الوقت الذي لاح فيه ضوء أمل من العاصمة القطرية للوصول إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس رغم التباينات العميقة، سارعت إسرائيل إلى إطفائه، لأنها لا تسمع إلا صوت البارود، ولا تنتشي إلا بمناظر الدمار والخراب.
الهجوم على قطر هو إسكات متعمد لصوت السلام، وهو ما يعرّي إسرائيل أمام المجتمع الدولي، ويكشف نواياها الحقيقية، ويزيد من عزلتها، ويؤكد أنها لا تكتفي بخصومها، بل تناكف حتى من يحاول فتح أبواب الوساطة.
من هنا، فإن «قمة الدوحة» لم تكن مجرد قمة طارئة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي، بل تجاوزت بيانات الشجب والإدانة، وجاءت بمنهج واضح من شأنه محاسبة إسرائيل، ووضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية في ردع العدوان الإسرائيلي.
الموقف السعودي من هذا الاعتداء يحمل رسالة واضحة بأن أمن الخليج كل لا يتجزأ، وقد بادرت على الفور بإعلان دعمها المطلق وبلا حدود لدولة قطر ووقوفها إلى جانبها في كل ما من شأنه حماية أمنها واستقرارها وتعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في المنطقة.