سلطان ابراهيم الخلف
استهداف الطيران الحربي الصهيوني لوفد «حماس» المفاوض في الدوحة، والذي أسفر عن سقوط خمسة من عناصرها، إضافة إلى عنصر من منتسبي الأمن القطري، بينما نجا من الغارة قادة الحركة المفاوضون، وعلى رأسهم كبير مفاوضيها خليل الحيّة، هو حلقة من حلقات مسلسل الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد البلاد العربية، ليضيف إلى قائمته الحديثة قطر، بعد كل من سوريا ولبنان واليمن.
لم يكن الاعتداء ليحدث لو لم يحصل الكيان الصهيوني على الضوء الأخضر من البيت الأبيض، رغم نفي الأخير علمه بالاعتداء مسبقاً، إذ لا يمكن للطيران الحربي الصهيوني اختراق أجواء قطر، من دون علم القاعدة الجوية الأميركية في منطقة العديد، ومن دون السماح له بتنفيذ غارته على مقر الوفد الفلسطيني المفاوض، الأمر الذي يفضح تغريدة الرئيس ترامب بادعائه عدم علمه بالغارة، وأن القرار اتخذه نتنياهو بنفسه وأنه محبط!
فهي ليست المرّة الأولى التي يشعر بالإحباط، فقد شعر بالإحباط عندما هاجم الكيان الصهيوني، العاصمة دمشق، وقصف الكنيسة الكاثوليكية في غزة.
لم يعد الشعور بالإحباط لدى ترامب كافياً للحفاظ على الثقة بمصداقيته، ومصداقية العلاقات الأمنية التي تربط بين الولايات المتحدة وقطر، أو أي دولة عربية أخرى، ناهيك عن تأزم الثقة بين ترامب والاتحاد الأوروبي، بسبب تفرده في محاولته عقد صفقة مع روسيا لوقف الحرب الأوكرانية، من دون الأخذ في الاعتبار مشاركة حليفه الاتحاد الأوروبي، الذي تدور الحرب قريباً منه.
مصداقية الرئيس ترامب لابد وأنها اهتزت على المستوى العالمي بعد غارة الكيان الصهيوني على قطر. فالسماح لحليفه الكيان الصهيوني بشن غارة على وفد مفاوض، وعلى أرض دولة مضيفة للتفاوض، وتقيم علاقات أمنية مع الولايات المتحدة، هو عمل غادر، وقح، يخرق بروتوكولات الأمم المتحدة، ويضرب بها عرض الحائط، ويجعل من عقد صفقات مع الرئيس ترامب أمراً يدخل تحت طائلة المغامرات الخطيرة الفاشلة.
يتنامى هذه الأيام، شعور لدى الشعب الأميركي بأن الكيان الصهيوني يستغل بلادهم في تنفيذ خططه التوسعية، على حساب مصالح الشعب الأميركي، وأن الرئيس ترامب يعمل في خدمة الكيان الصهيوني بشكل واضح، بما يقدمه له من مليارات الدولارات من دافعي الضرائب الأميركية، والمساعدات العسكرية، والدعم الإعلامي، والسياسي، والانصياع التام لإرادة الكيان الصهيوني الأجنبي، رغم ما يمثله ذلك من إساءة للرئيس، وإظهاره بمظهر الضعيف، الذي يحاول تبرير ضعفه، من دون جدوى، ومع ما يمثله ذلك من إساءة للولايات المتحدة، بعد فشلها في إثبات أنها حليف يمكن الاعتماد عليه في منطقتنا العربية، أو جدوى التطبيع مع كيان عصابات، مجرم، خارج على القانون الدولي، ومطالب بتسليم رئيس وزرائه الإرهابي نتنياهو المعروف بـ«ميلكوسكي» البولندي كمجرم حرب إلى محكمة جرائم الحرب الدولية.