رشاد أبو داود
إسرائيل كانت تمتلك أقوى لوبي في الكونغرس، أكثر من أي جهة أو شركة أو مؤسسة أو دولة رأيتها في حياتي، كانت إسرائيل الأقوى، اليوم ليس لديها لوبي كهذا، إنه لأمر مدهش، سيتعين عليهم إنهاء هذه الحرب، إنهم يكسبون الحرب.
ما ينطبق على الجمهوريين الذين تحدث عنهم ترامب ينطبق إلى حد ما عليه نفسه، ويبدو أنه ضاق ذرعاً بسياسة نتانياهو الفاشلة الفاضحة التي يعارضها الحلفاء الأوروبيون الذين ينوون الاعتراف بالدولة الفلسطينية من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر سبتمبر الجاري.
لكن لماذا يواصل ترامب تزويد حكومة نتانياهو بأطنان القنابل التي تهدم بها بيوت وأبراج مدينة غزة، التي باتت مأوى للنازحين منذ شهور، بعدما دمرت رفح وبيت لاهيا وبيت حانون وغيرها؟ ولماذا لا يوقف نتانياهو عند حده بعدما فاقت جرائمه في غزة كل المعايير والقوانين الدولية والإنسانية، وهو القادر على ذلك؟
ترامب تاجر العقارات ينتظر حصته من غزة.. ريفيرا وغاز ومشاريع استثمارية، يريدها أرضاً خالية من السكان والبنايات، وهذا ما يفعله له نتانياهو، وسر تأييده الضمني، وأحياناً العلني لجرائم الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري التي يعاقب عليها القانون الدولي.
استيقظ العالم على الحقيقة.. إسرائيل تمارس جرائم ضد الإنسانية، وظهر زيف صورة الحَمَل الوديع التي تزعمها، وانكشفت على حقيقتها وحشاً بشرياً قاتلاً محترفاً، ومصاص دماء للأطفال، وهذا ما لا تطيقه شعوب العالم الحر التي تخرج في تظاهرات غير مسبوقة في معظم مدن العالم ضد جرائم إسرائيل، وخاصة جيل الشباب الذين سيصبحون بعد سنوات برلمانيين ووزراء ورؤساء في بلادهم.
نتانياهو يطربه لقب بطل إسرائيل من قلة من الإسرائيليين مقابل أغلبية تصفه بالمجرم الفاسد الذي يقود إسرائيل إلى الهاوية، يريد تحقيق إسرائيل الكبرى على حساب دول عربية محيطة بفلسطين، ويتبجح بأنه يحارب على 7 جبهات، بينما هو غارق في جبهة غزة منذ عامين.
في هذه الأثناء يقوم وزيرا نتانياهو؛ بن غفير، وسموتريتش، بضم تدريجي للضفة الغربية، ويمهدان لإعلان ضمها باسم يهودا والسامرة إلى إسرائيل كما الجولان السوري، بالتزامن مع نية دول أوروبية، خاصة بريطانيا وفرنسا، الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.
لقد كان موقف دولة الإمارات العربية المتحدة واضحاً وجلياً بتحذيرها إسرائيل من أن ضم الضفة الغربية خط أحمر، من شأنه أن ينهي رؤية التكامل الإقليمي، مشيرة إلى أن مبادئ الاتفاقيات الإبراهيمية لم تكن يوماً عرضة للتهديد أكثر مما هي عليه اليوم.