> لم تكن السينما الأميركية، في قديمها، خائفة من التطرق لموضوعات سياسية واجتماعية متناقضة مع سياسة المؤسسة. «المكارثية» في الخمسينات لم تقع إلا عندما تكاثرت الأفلام المعبّرة عن مضامين سياسية رفضها اليمين الأميركي.
> تصدّت هوليوود لموضوع التفرقة العنصرية ونددت به. وصوّرت أفلاماً غير دعائية عن الاشتراك الأميركي في الحرب ضد النازية الألمانية، وفي بعض الأحيان صوّرت القيادة في الميدان على نحو سلبي.
> وفي الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة، وقفت هوليوود بوضوح ضد الحرب الڤيتنامية وتناولت الحرب العراقية بالنقد، وتحدّثت عن تأييد المخابرات الأميركية بتأييد نظم لم تكن راضية عنها في أميركا اللاتينية.
> ولا يمكن حصر تلك الأفلام التي صوّرت فساداً لا في جهاز المخابرات الأميركي ولا في سواه، كما في الكونغرس نفسه وحتى في البيت الأبيض وهذا من عمق الستينات وإلى اليوم. ينم ذلك عن الحرية الممنوحة للنقد من جهة واستجابة لمن يبحثون عن الحقيقة ولو مواربة.
> للأسف حين يأتي الأمر إلى القضية الفلسطينية التي تطرق أبواب سينمات العالم فإن هوليوود ليست مستعدة بعد للحديث عنها لأن قراراتها السياسية تحكمها. لا يأمل أحد بفيلم أميركي يتحدث - مثلاً - عن جرائم الحرب الدائرة.
> على أن هذا التجنب الحيادي يطال أي فيلم قد تنوي هوليوود إطلاقه لتأييد إسرائيل لا التزاماً بالحياد، بل لأن هناك جيلاً جديداً من الجمهور ومن السينمائيين لم يعد بالإمكان تجاهله. أي خطوة في هذا الاتجاه، وعلى عكس الحروب العربية - الإسرائيلية السابقة، سيواجه صد الغالبية من الجمهور.