: آخر تحديث

اغتيال... الصورة!

1
1
1

عبدالعزيز الكندري

في قطاع غزة أصبح الوضع في غالية الصعوبة لكل الأعمال تقريباً، فالكل مستهدف والأرقام تتحدث... حتى أن العاملين في المهن الطبية تم استهدافهم وهدم المستشفيات على رؤوسهم.

والصحافة من المهن الشاقة التي لا يُمارس الصحافيون فيها مهنتهم فحسب، بل يعيشونها كمعركة يومية من أجل إبراز الحقيقة للناس والعالم، وما تريد اسرائيل إخفاءه، ومع كل تصعيد عسكري أو حصار، يجد الصحافي نفسه في قلب الخطر، مستهدفاً بالقصف، ومحروماً من الحماية، ومعزولاً عن الدعم الدولي الكافي الذي لا يجيد إلا الاستنكار والشجب.

وخلال حرب غزة تعرّض العديد من الصحافيين للقتل أو الإصابة أثناء تغطيتهم الميدانية. وتُشير تقارير حقوقية إلى أن بعض الصحافيين قُتلوا أثناء ارتدائهم زي الصحافة الواضح، مما يدل على أنه استهداف متعمَّد مع كل أسف.

ونتيجة الحصار المفروض على غزة، يعاني الصحافيون من صعوبة في تغطية الأحدث، إضافة إلى محدودية الوصول إلى المعدات والتقنيات الإعلامية، وضعف الاتصال بالعالم الخارجي بسبب ضعف الشبكات.

ويعملون في بيئة متوترة، تحت القصف، وسط مشاهد دمار ومآسٍ يومية، ويتحمّلون ضغطًا مهنياً لنقل الحقيقة بدقة رغم نقص الموارد والمخاطر.

ومع كتابة هذا المقال جاء الخبر المدوي والمفزع والمسجل بالصوت والصورة لمقاطع فيديو عدة تُظهر غارتين إسرائيليتين على مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة، أسفرتا عن مقتل 20 فلسطينياً على الأقل، بينهم خمسة صحافيين.

وأثناء بث مباشر لإحدى القنوات أظهر عدداً من رجال الطوارئ وهم يساعدون ضحايا الغارة الأولى بالقرب من الطابق العلوي من مستشفى ناصر، بينما يلتقط مجموعة من الصحافيين في الخلفية المشهد، وظهر في الفيديو سُلّم يقف عليه الصحافيون عادة لمشاهدة مدينة خان يونس، قبل أن تصيب غارة أخرى مباشرة عمال الطوارئ والصحافيين، مما أدى إلى تصاعد الدخان وتناثر الحطام في الهواء واستشهاد أكثرهم، فيما يُظهر مقطع آخر، التُقط من الدَرَج نفسه، آثار الغارة، يُمكن من تلك الزاوية رؤية جثث عدة على الدرج، بينما يتعامل عمال الطوارئ مع آثار الهجوم.

وأدانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الغارات الإسرائيلية، معتبرة أنها تُمثل «حرباً مفتوحة على الإعلام الحر، بهدف إرهاب الصحافيين ومنعهم من أداء واجبهم المهني في كشف جرائمها للعالم».

وأضافت النقابة أن «إسرائيل تتعامل مع الصحافة الفلسطينية كخطر إستراتيجي يجب القضاء عليه، في محاولة فاشلة لطمس الحقيقة وإسكات الشهود».

وجاء في البيان أن إسرائيل تسعى إلى «تجريم العمل الصحافي الفلسطيني برمته، عبر شيطنة الصحافيين ووصمهم بالتحريض، في محاولة لإقناع العالم أن الكاميرا أخطر من البندقية وأن الصحافة الفلسطينية خطر إستراتيجي وجب القضاء عليها بكل الأشكال بما فيها الاعتقال والاغتيال».

وأشارت النقابة، وفق ما نقلته «رويترز»، إلى أن أكثر من 240 صحافياً فلسطينياً لقوا حتفهم بنيران إسرائيلية في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

إسرائيل دمرت كل قطاع غزة مع الأسف والعالم يتفرج، وجعلت منه مكاناً لا يصلح للعيش، وما فعلته يتخطى كل مراحل العقل والعالم «يتفرج»!

وكما جاء في الحديث النبوي الشريف، حين أنذر نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم- مَن حوله بأن وقتاً ليس بالبعيد ستتكالب فيه علينا الأقوام والأمم.

وبالفعل ها هم أقوام شتى من كل بقاع العالم تقريباً، يتعاونون في ما بينهم لمساعدة إسرائيل بكل أنواع الأسلحة حتى المحرمة منها، قذفوا الأطنان المرعبة من القنابل والصواريخ على رؤوس الأطفال والنساء وهدموا المستشفيات ودور العبادة.

وكما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها). قالوا: يارسول الله! أمن قلة نحن يومئذ؟ قال: (بل أنتم يومئذ كثير، لكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوَهْن). قالوا: يا رسول الله! وما الوهن؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت).


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد