: آخر تحديث

«تأشيرة» الداخلية... التي فتحت القلوب قبل الحدود!

3
3
3

حسين الراوي

لم تكن مجرد ورقة رسمية تحمل ختم الدخول، بل كانت جواز عبور إلى المشاعر قبل المعابر. حين أعلنت وزارة الداخلية الكويتية قرارها بالسماح للوافدين المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي باستخراج تأشيرة سياحية لزيارة الكويت، انطلقت موجة فرح واسعة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي.

ظهرت مقاطع فيديو مؤثرة لرجال ونساء من جنسيات مختلفة، يعبّرون عن امتنانهم الكبير وفرحتهم العارمة، وكأن الكويت فتحت أبواب قلبها قبل حدودها. بعضهم تحدث عن ذكريات قديمة يحنّ لزيارتها، وآخرون وصفوا القرار بأنه «هدية العام» التي ستجمعهم بأصدقاء وأماكن لم تطأها أقدامهم منذ زمن.

هذا القرار لم يكن فقط تسهيلاً لإجراءات السفر، بل تجديداً لرسالة الكويت بأنها وطن الضيافة والانفتاح، بلد يعرف كيف يصنع من القانون جسراً نحو الأخوة الإنسانية.

لكن الكويت التي تُسعد الآخرين بقراراتها اليوم، تحمل في عمقها تاريخاً غنياً، وحكايات لا تنتهي.

فمنذ أيام الغوص على اللؤلؤ وتجارة البحر، وحتى نهضتها الحديثة، ظل المجتمع الكويتي نموذجاً فريداً يجمع بين العراقة والانفتاح، بين التمسك بالهوية ومواكبة العصر.

المجتمع الكويتي قائم على قيم أصيلة؛ الكرم، التكافل، وحب الاجتماع، حيث الديوانية ليست مكاناً للحديث فقط، بل هي منبر يحافظ على وحدة النسيج الاجتماعي.

وفي أحلك الظروف، مثل أيام الاحتلال العراقي، أثبتت الكويت أن الوطن يمكن أن يكون صغير المساحة، لكنه عظيم الإرادة، صلب الموقف.

ولأن الثقافة هي روح المجتمع، فقد كانت الكويت على الدوام منارة للفن والمسرح والشعر والتلفزيون والكُتب والمجلات والصحافة الحرة والرياضة، وتمثل صوتاً متزناً في محيطها الخليجي والعربي.

إن التأشيرة الجديدة ليست سوى رمز آخر من رموز الكويت التي تفتح دروبها للآخرين، لتقول للعالم: نحن بلد صغير على الخريطة، لكننا كبير في القلب والذاكرة والتاريخ.

إن قرار وزارة الداخلية الكويتية بالسماح للوافدين المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي باستخراج تأشيرة سياحية لزيارة الكويت، ليس مجرد إجراء تنظيمي، بل خطوة راقية تعكس انفتاح الدولة وحرصها على تعزيز الروابط الإنسانية والاجتماعية مع جيرانها، وترسيخ مكانتها كوجهة مضيافة تجمع بين الأصالة وحسن الاستقبال، فضلاً عن ما يحمله هذا القرار من آثار اقتصادية إيجابية تدعم حركة السياحة والتجارة في البلاد.

‏حفظ الله الكويت، وحفظ الله سمو أميرنا الشيخ مشعل الجابر الأحمد الصباح، وحفظ الله الشعب الكويتي، وكل إنسان يحب الكويت.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد