: آخر تحديث

الذكاء الاصطناعي... وشكل الحياة!

5
5
5

عبدالعزيز الكندري

لاشك أننا نعيش في عالم يتميز بسرعة التغيير بسبب الذكاء الاصطناعي (AI)، والذي سيغير شكل الحياة في مختلف المجالات، والتغيير الحاصل اليوم ومازال يعتبر تحولاً غير مسبوق بتاريخ البشرية، والتي تقوده التكنولوجيا والتي ستغير شكل الحياة والوظائف والتعليم وعموم مناحي الحياة.

ففي العمل والوظائف سيقل الاعتماد على الوظائف الروتينية، مثل إدخال البيانات، والسكرتارية، وبعض الأعمال الإدارية، وفي المقابل ستظهر وظائف جديدة مثل مبرمجي AI، محللي البيانات، ومشرفي أنظمة ذكية، وكذلك بيئات العمل ستعتمد على المساعدات الذكية للتخطيط، الكتابة، واتخاذ القرار، والتي أصبحنا نراه اليوم فعلاً.

ومن المتوقع أن تنمو وظائف أخرى خاصة ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، والبرمجة، وعلماء البيانات، مطورو الأنظمة الذكية، وأمن المعلومات والتي تختص في حماية حماية البيانات والشبكات، وتحليل تحليل البيانات حيث تحويل الأرقام الضخمة إلى قرارات، إضافة إلى المجالات الإبداعية مثل تصميم، تسويق رقمي، إنتاج محتوى.

وكذلك شكل الوظائف سيتغير، وسيزيد العمل عن بعد حيث سيكون أساس كثير من الأعمال، وفرق العمل في المؤسسات والشركات ستعتمد على المهارات لا الموقع، والتركيز على النتائج لا عدد ساعات العمل، والمهارات المطلوبة هي التفكير النقدي، والإبداع، وكيفية العمل مع الأنظمة الذكية، والتعلم المستمر والمرونة، وأمثلة على وظائف مستقبلية، مدرب روبوتات، وهندسة البيانات، وستعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والتحول الرقمي والاستدامة.

تشمل هذه الوظائف مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وعلوم البيانات، والطاقة المتجددة، والرعاية الصحية الرقمية، والتعليم الإلكتروني.

أما في مجال التعليم سيكون هناك تغيير جذري شكلاً ومضموناً وسيتم تقليص السنوات الطويلة، وسيكون هناك معلمون افتراضيون يساعدون الطلبة على مدار الساعة وفي أي وقت، ولن يكون هناك طالب غبي بسبب تقييم ذكي لمهارات الطلبة وتحسين نقاط ضعفهم باستمرار، لأن التشخيص السليم يمثل نصف العلاج.

وسيكون التعليم مخصصا لكل طالب، والذكاء الاصطناعي سيحلّل مستوى الطالب ويُقدّم محتوى يناسبه، حيث كل طالب سيتعلم بسرعة وبأسلوب عصري يشمل مختلف الحواس، والاعتماد سيزيد على التقنية والواقع الافتراضي، حيث ستكون هناك فصول افتراضية، ونظارات الواقع المعزز (AR) ستدمج المعلومات مع الواقع، وستستطيع الحصول على شهادات من جامعات عالمية دون مغادرة المنزل!

أما الاختبارات لن تكون ورقية، بل تفاعلية ومبنية على الأداء اليومي، وستكون هناك تقارير فورية لتحسين المهارات فوراً.

نحن أمام تحولات كبيرة مقبلة وبقوة تحتاج من كل فرد أن يكون واعياً، ويوعّي معه أفراد أسرته نحو تخصصات المستقبل لأن شكل الوظائف سيكون مختلفاً، لذلك لابد من توعية الأبناء في التخصصات المطلوبة للمستقل.

والخلاصة هي أن التكنولوجيا لم تعد مجرد أدوات أو منصات مساعدة نستأنس بها في أوقات الفراغ، بل ستصبح بيئةً كلية نعيش فيها وفي مختلف المجالات في الحياة في التعليم والصحة والوظائف ومختلف نواحي الحياة.

وفي هذا التحول يجب أن نوعي جميع الأجيال ونشرح لهم ونوعيهم لهذه اللحظة، إننا لا نتحدث عن تغيّر في أنماط الحياة، بل عن إعادة تشكيل حياة الإنسان من جديد، فنحن أمام الأجيال الرقمية التي تبني صورها في عالم افتراضي وفق خوارزميات السوشيال ميديا، وتقاس بكمية المشاهدات، وهذا وهم كبير.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد