: آخر تحديث

رحمك الله يالسنعوسي

4
4
3

موسى بهبهاني

الإعلامي المرحوم / محمد السنعوسي، هو أحد أبرز الإعلاميين في دولة الكويت، أحب الإعلام وأبدع فيه من خلال تقديمه لبرامج مميزة عدة، منها التوعوي والإبداعي، وتميز بتسليط الضوء على ما يُعاني منه المواطنون والوافدون على أرض الوطن.

نتذكر الحملة الإعلامية الكبيرة التي قام بها المرحوم / محمد السنعوسي في حقبة السبعينيات لمكافحة القوارض في دولة الكويت، بعد أن أصبح تكاثرها يُنذر بالخطر على الصحة العامة، الحملة التي تبناها نجحت بامتياز حيث تم تخصيص حوافز مادية رمزية لكل مَنْ يصطاد فأراً ويسلّمه للجهة المختصة، بالفعل هي مبادرة شخصية ناجحة منه وتبنتها لاحقاً الدولة.

للأسف ونحن في هذه الحقبة الحديثة حالياً والتي تعتبر أكثر تطوراً نجد ما يلي:

1- الكلاب الضالة تجوب كل مناطق الكويت مما يُشكّل خطراً مباشراً على حياة الإنسان (تمت مهاجمة أفراد عدة)، ونتذكر الطفل الذي تعرّض للهجوم من الكلاب السائبة وأُدخل العناية المركزة في المستشفى، والذي أصبح حديث الساعة، ولولا لطف الله بإنقاذه من أحد المارة لحدث ما لا تحمد عقباه، ناهيك عن الأخطار الصحية.

2-القطط المنتشرة بشكل كبير في كل الأماكن وباتت تُشكّل ظاهرة مزعجة ومخيفة للبعض بالإضافة إلى المشاكل الصحية.

3-طيور الحمام التي انتشرت بكثرة في كل المناطق وقاذوراتها على المركبات والمنازل والنوافذ والمجمعات.

4-القوارض انتشرت مرة أخرى في السكن الخاص والمحال التجارية والكراجات والمجمعات والبنايات.

وللأسف نجد هناك مَنْ يقوم بتقديم الطعام لتلك الحيوانات والطيور وبشكل سافر وبالأماكن العامة، في حين لا يقوم بفعل ذلك في سكنه الخاص!

فهؤلاء:

1- يرمون الباقي من الطعام في الساحات الترابية، وبجانب أفرع الجمعيات، وبجانب ثلاجات الطعام (السبيل)، لإطعام القطط والكلاب السائبة!

وهو منظر غير حضاري ومَنْ يظن أنها رأفة بالحيوان في إطعامه فهو واهم.

2- هناك مَنْ يرمي البواقي من الطعام في الدوار داخل المنطقة للطيور والحمام!

(نيتهم طيبة ولكن فعلهم مشين حيث إنه يلوث البيئة)

بحيث أصبحت تتجمع تلك الحيوانات والطيور في تلك الأماكن مما يؤدي الي انبعاث روائح غير طيبة، وهذا يتسبّب في نفور البعض من الاقتراب من هذه المواقع ويشعرهم بالاشمئزاز من هذه المناظرة السيئة، ناهيك عن الخوف الذي قد ينتاب بعض الأطفال والنساء من الاقتراب بسبب الخوف من الحيوانات السائبة.

-ذهبت مع صديق إلى منطقة خيطان وشاهدت تلك المشاهد البشعة حيث يقوم بعض الأفراد من الجاليات المتواجدة في المنطقة برمي بقايا الطعام بالدوار... بحيث تحولت تلك القطعة من الصورة الجمالية الحسنة إلى قطعة مزرية لا تستسيغ المرور بها!

منظر غير حضاري

والمشهد الآخر، بالرغم من انه في الوهلة الأولى يبدو عفوياً وإنسانياً رأفةً بالحيوان، ولكنه مسيء ويلوث البيئة، حيث يشتري البعض طعام القطط من الجمعيات التعاونية وأفرعها ويفتحها ويضعها بجانب المدخل طعاماً للقطط السائبة!

والطامة الكبرى أن هناك بعض الجهات الأهلية تقوم بوضع صناديق للقطط والطيور السائبة بجانب المنازل لتكون مأوى لهم!

3- بجانب أحد مراكز البيع في شركة المطاحن وضعت الجمعية التعاونية (الشعب) إعلاناً كبيراً بالساحة الملاصقة لمركز البيع تطلب بعدم رمي مخلفات الطعام للقطط والحمام والكلاب.

جاء شخص متهور يرافقه ابنه فاشترى كيساً من الحبوب من مركز البيع، وبكل جرأة و تحدٍ اتجه إلى جانب الإعلان التحذيري وبدون أي تردد فتح الكيس ورمى الحبوب في الساحة!

4- للأسف نجد في مواقع عدة، مثل المركز العلمي، القطط المنزلية النادرة ملقاة هناك بأعداد كبيرة!

كيف حدث ذلك ؟؟

حدث هذا بسبب أن بعض الأسر تقتني تلك الحيوانات وتشتريها من المواقع الخاصة بالبيع ثم تأخذها صغيرة العمر لفترة من الزمن للتسلية وعندما تكبر وبسبب الملل يتخلصون منها برميها في تلك المواقع!

(مَنْ أمن العقوبة أساء الأدب)

أليس إن تم تركها (القطط- الكلاب-الطيور) هكذا ستتزايد أعدادها فتتحوّل هذه الظاهرة إلى مشكلة أكبر؟

ألا تُشكّل مخلفات هذه الطيور السائبة تلوثاً؟

لماذا لا تقوم الجهات المسؤولة بواجبها تجاه تلك الظواهر؟

أين دور جمعيات النفع العام الخاصة بالعناية بالقطط والكلاب؟!

بالفعل نحن بأمس الحاجة إلى مثل (مبادرة السنعوسي) بسبب انتشار الحيوانات السائبة والقوارض، الطيور، القطط، الفئران، والكلاب الضالة.

ختاماً،

-هذه الظاهرة السلبية النابعة من سلوكيات بعض الناس تحتاج إلى متابعة منتظمة من أفراد الضبطية القضائية، بالإضافة إلى أنها تحتاج إلى حملة من التوعية العامة من وسائل الإعلام المختلفة.

-هذه الظواهر السيئة مظهر غير حضاري، وأصبحت البيئة اليوم تعكس عوامل النهضة الحضارية للأمم، لذا نؤكد على الجهات المسؤولة بالاهتمام والحرص على إزالة هذه الظاهرة غير الحضارية.

-يجب أن يتم حصر مواقع بيع الحيوانات ومن ثم توضع ضوابط للبيع والشراء منها الالتزام برعايتها لغاية نفوقها.

-المتابعة والرقابة الدورية للتأكد من رعاية هذه الحيوانات من قبل مقتنيها والالتزام بالتطعيمات الدورية اللازمة.

—المسؤول عن أي قطاع في الدولة يجب أن يكون مبادراً ويملك مهارة وقدرة على إيجاد الحلول المبتكرة للمشاكل الطارئة بالقطاع ويتعامل معها بأحسن طريقة لحلها.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدالله رب العالمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد