: آخر تحديث

قطار (سار) الأفضل بين أكثر من خيار.. كيف؟

1
2
1

محمد بن عيسى الكنعان

من جرّب السفر عبر الخطوط الحديدية السعودية (سار) لابد أن يُكرره، ويجعله من خياراته الأساسية إن لم يكن الخيار الأول قبل النظر في خيارات نقل أخرى، سواءً برية بالسيارة، أو جوية بالطائرة، نظرًا لما تتميز به هذه الشركة الناقلة (سار) من محطات فخمة، وعربات فاخرة، وخدمات ممتازة، وتعامل راقٍ من قبل العاملين، فضلًا عن دقة مواعيد انطلاق رحلات (سار)، أقول ذلك من واقع عدة تجارب سفر قمت بها عبر قطار الشمال التابع لـ(سار)؛ لذلك يُعتبر هذا القطار إضافة فعلية، ونقلة نوعية في منظومة النقل البري. ناهيك عن أن قطار الشمال (سار) عزّز ثقافة النقل البري لدى المواطنين وبالذات العائلات في أسفارها كما هو الحال لدى قطار الشرق (الرياض - المنطقة الشرقية).

ولأجل أن تترسخ ثقافة السفر بالقطار، وتصبح الخيار الأفضل لدى المسافرين كما هو الحال في كثير من الدول الأوروبية والآسيوية، فلابد أن تُركز الشركة الحديدية السعودية على زيادة الرحلات بين المحطات، خصوصًا المحطات الطرفية لقطار الشمال (حائل - الجوف - القريات)؛ نظرًا لحاجة الأهالي إلى وسيلة مريحة وبسعر معقول مقارنةً بأسعار تذاكر الطيران، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد أن المواطن أو المقيم الراغب بالسفر من الرياض إلى حائل ليس لديه إلا رحلة واحدة صباحية (10:15)، فإذا كان موظفًا فإنه سيضطر إلى أخذ إجازة لهذا اليوم، وبهذا يضيع يوم من رصيد إجازاته فقط لأن الرحلة صباحية، فلا توجد رحلات أخرى، وبالذات المسائية (بين العصر والمغرب)، أو رحلة بعد الظهر يمكن تداركها، وكذلك الحال من حائل إلى الرياض برحلة وحيدة يومية (15:45). هذا الوضع ليس خاصًا بأهل منطقة حائل، بل حتى الجوف والقريات ليس لديهم رحلات أغلب الأيام. وهي مفارقة أن قطار الشمال لا يخدم الشمال بشكل فعلي حتى الآن.

إن استمرار جدول الرحلات بهذه المحدودية لن يزيد من أعداد المسافرين، لأن الرحلات المحدودة ستجعل المسافرين يتعاملون مع قطار (سار) كوسيلة سفر فقط في المواسم (الإجازات والأعياد)، بينما يُفترض أن يكون وسيلة نقل مستمرة وعلى مدار العام وبوتيرة متصاعدة، وهذا لا يكون إلا بزيادة الرحلات؛ ربما يتعذر المسؤولون في الشركة الحديدية السعودية (سار) بأن الإقبال على الرحلات في الأيام العادية لازال منخفضًا، لذا لا يرون الحاجة إلى زيادة الرحلات! وهذا بتقديري خطأ استراتيجي في التسويق وتقليل رفع الكفاءة، فالمنطق يقول حتى تُقنع المسافر بأن يكون قطار (سار) هو خياره الأول إن لم يكن الأفضل؛ فلابد أن يثق بوجود رحلات كافية - أو على الأقل - متوفرة بشكل معقول على فترات اليوم والليلة، لأن المسافر إذا تيقن أن رحلاتك محدودة فسوف يتعامل معك فقط في الإجازات والمواسم.

إن الإمكانات الكبيرة والمقومات المميزة التي تتمتع بها شركة (سار) يمكن أن تجعل من قطاراتها الخيار الأول والأفضل بالنقل البري، فعلى مستوى الخطوط الحديدية، نجد خط الشمال بطول 1250 كيلو متر، فما بالك بخط الشرق، وخط الشحن. وهناك 10 محطات فخمة، ست لخط الشمال، وأربع لخط الشرق، مع 4 قطارات نهاية و2 ليلية، القطار الواحد يستوعب 442 مقعدًا (لدرجتي أعمال واقتصادية)، كما يوفر (سار) أسرة نوم مريحة للرحلات الليلية بواقع 364 مقعدًا وسريرًا. إضافة إلى خدمة شحن السيارات المرافقة لأصحابها. أخيرًا لم أتحدث عن الأسعار وسرعة القطار لأن المهم هو توفر الخدمة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد