: آخر تحديث

بعد خراب غزة!

2
2
2

حمد الحمد

تذكّرت قولاً متداولاً نعرفه منذ الطفولة (بعد خراب البصرة) والآن يعاد القول (بعد خراب غزة)، وحكاية خراب البصرة حدثت في العصر العباسي بعد استقدام كثير من الزنج وهم العبيد من أفريقيا، حتى تكاثروا وكانت معاملتهم قاسية كونهم عبيداً، وهنا ثاروا ودخلوا معارك مع جهات عدة، حتى تعاظم خطرهم بما يعرف بثورة الزنج، وهنا أتت فرقة عباسية وقضت عليهم بعد ما حدث، وهنا قال شعب البصرة (بعد خراب البصرة)، وأمس أسمع كلمة خليل الحية، زعيم «حماس» في غزة وهو يطالب بتسليم كل الأسرى وبخروج قوات الاحتلال.

لكن أي خروج بعد خراب غزة، وتشرد الشعب وشهداء عددهم نحو خمسين ألفاً وجرحى أكثر من 100 ألف، ولم يتبق حجراً على حجر.

أنا كتبت من أول يوم سمعت عن «طوفان الأقصى»، أننا لم نسمع في التاريخ أن حزباً أو حركة قياداتها في الخارج تسكن الفنادق تحارب دولة لديها طائرات وصواريخ وجيوش وحلفاء وتستطيع أن تحقق النصر... وهذا ما حدث!

أذكر أثناء الاحتلال العراقي وبعد انسحاب الجيش الكويتي راح البعض يشكّل فرقاً للمقاومة، لكن حكومة الكويت في الطائف طلبت التوقف عن المقاومة الفردية لأن النتيجة كارثية على الحجر والبشر.

ويقول أحد الصامدين في الكويت من الشهر الأول صعدنا للسطوح نكبر ونقول الله أكبر، لكن توقفنا بعد ذلك، لأن فرق الجيش العراقي ممكن تضرب البيوت.

ما أعنيه، الله يعين أهلنا في غزة، كان الضرر عليهم والنتائج كارثية للأسف، ولم نجن أي كسب من طوفان الأقصى غير خراب غزة كما خربت البصرة من قبل.

قلبنا معكم يا أهل غزة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد