خالد بن حمد المالك
الضغط الإسرائيلي الذي يعنيه الإرهابي رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو للإفراج عن الأسرى لدى حماس هو بقتل مزيد من المدنيين، وهدم المدارس والمستشفيات بمن فيها، وتدمير البنية في قطاع غزة، ومنع دخول الغذاء والدواء للسكان لقتلهم جوعاً.
* *
ضغط لا إنساني لإرهابي عجز عن تحرير أسراه، فوجه حقده، وحربه الإبادية إلى الأطفال والنساء والمسنين من المدنيين، بينما كان بإمكانه تحرير الرهائن وفقاً لما تم الاتفاق عليه، لكنه فضَّل الحرب، على نحو ما نراه، مبرراً لها، وهذه حجة العاجز.
* *
وإذا كان مفهوماً لدى كل متابع عن سلوك حكومة إسرائيل الإرهابية، وأن ما تقوم به لا يختلف عن السياسة الإسرائيلية التي قامت على الاحتلال منذ أكثر من ثمانين عاماً، والفصل العنصري، وممارسة الاعتداء، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه، فإن ما هو غير مفهوم هذا الارتماء الأمريكي في أحضان إسرائيل، وقبول إملاءاتها في التعامل اللا إنساني مع سكان قطاع غزة والضفة الغربية الفلسطينية.
* *
أفهم جيداً أن تضمن الولايات المتحدة الأمريكية أمن إسرائيل على الأراضي التي احتلتها واستعمرتها عام 1948م سياسياً وأمنياً وحتى اقتصادياً، ولكن ما هو غير مفهوم لدي أن يأتي التأييد الأمريكي الأعمى لإسرائيل في التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين، وحرمانهم من حقوقهم وهم تحت الاحتلال، والسير بخطوات متسارعة لاحتلال كل فلسطين.
* *
وما لا أفهمه أن يعلن البيت الأبيض أن كل من ينتقد اليهود دون غيرهم من أصحاب الديانات سوف يحظر عليه دخول أمريكا، وكل طالب مبتعث مارس حقه في نقد سلوك اليهود، والمقصود هنا يهود إسرائيل على عدوانهم، سوف تلغى بعثته للدراسة في الجامعات الأمريكية، ويُطرد من أمريكا.
* *
هذا الانحياز الأمريكي غير المبرر تجاوز كل الحدود، فأمريكا التي يفترض أن تقف على مسافة واحدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن تتعامل معه بعدل وإنصاف ورؤية حكيمة، وصولاً إلى قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967م وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، هي لا تفعل ذلك، بل تعلن عن تهجير الفلسطينيين إلى دول عربية مجاورة، كي تخلو كل فلسطين للإسرائيليين.
* *
لقد وجدت أمريكا ومثلها إسرائيل في انتصار جيش العدو الإسرائيلي في حرب الإبادة التي مارسها مع الفلسطينيين، فرصة مواتية ولا تعوّض وقد لا تتكرر لإملاء الشروط الأمريكية الإسرائيلية التي تسبق إيقاف القتال، بما لا يجعل بيد الفلسطينيين أي قدرة لحماية أنفسهم من الاعتداءات الإسرائيلية، وليس للمطالبة بحقهم في دولة على أراضيهم المحتلة.
* *
حسناً، ماذا لو سلَّم الفلسطينيون أسلحتهم، وقبل قادتهم بمغادرة قطاع غزة، وأصر الإسرائيليون على إدارة القطاع وعدم الانسحاب منه، تمهيداً لضمه لدولة إسرائيل، وفي المقابل استمرار حكومة إسرائيل العنصرية في زراعة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية على حساب تهجير أهل الأرض من مساكنهم، ماذا لو حدث هذا، هل من فرصة مستقبلية لدولة فلسطينية والتي ترفضها إسرائيل، وتؤيِّدها أمريكا على ذلك؟
* *
القضية الفلسطينية تمر في أصعب أيامها، وفي أسوأ حالاتها، فالمؤامرة كبيرة وخطيرة، وعلى مستوى دولي يمتد من الدول الأوروبية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وليس واضحاً هل المؤامرة محصورة بإذابة القضية الفلسطينية، أم أن التوسع والتغيير والاحتلال يشمل دولاً أخرى؟ الله المستعان.