: آخر تحديث

علِّموا أولادكم الاعتزاز برجال أمننا وجنودنا!

8
6
5

محمد بن عيسى الكنعان

من يقرأ العنوان هنا قد يتبادر إلى ذهنه سؤال من شقين: لماذا الاعتزاز وليس الحب أو الاحترام؟ ولماذا رجال الأمن والجيش دون الآخرين؟ وهو سؤال مشروع لمن لا يرى الصورة كاملةً، أو تغيب عنه الفروقات الاعتبارية وفقًا لطبيعة الخدمة أو المهمة المقدمة للوطن.

الحب شعور إنساني فطري يأتي غالبًا عفويًا ومتوقعًا من كل سعودي لأنه نابع من قلبه، لهذا جميعنا يُحب رجال أمننا في الأجهزة الأمنية، وجنودنا في قطاعاتنا العسكرية، حب لا يحتاج لتعليمه أولادنا أو غرسه في نفوسهم فهو موجود ومتجذر بفعل تربيتنا ولله الحمد، خاصةً أنهم يدركون سلفًا أن أولئك الرجال هم من يقفون ويسهرون في أرجاء الوطن وعلى الحدود والثغور لحمايتنا والوطن بشكل عام.

كما أن الاحترام هو من الفضائل بين الناس، ومن تعاملات طبيعتهم تجاه بعضهم البعض، ولا يمكن أن تجد سعوديًا أو سعودية صادق المواطنة إلا ويحمل الاحترام الوفير والتقدير الكبير لرجال أمننا في كل الأجهزة الأمنية، وجنودنا في كل القطاعات العسكرية.

هنا نصل إلى مربط الفكرة في العنوان: لماذا (الاعتزاز) تحديدًا؟ الاعتزاز شعور راقٍ تجاه قيمة عالية، أو شعور استثنائي تجاه كينونة غالية، كما أنه تعبير حقيقي عن استحقاق معين لصاحب الاعتزاز، أو لخصوصية معينة فيه.

الاعتزاز هو مزيج من قيم سامية وفضائل راقية، مزيج من (الفخر، والحب، والتقدير)، لذلك فعندما تعتز بإنسان أو كيان، (فأنت تحبه بقلبك، وتفخر به في نفسك، وتقدره بعينك)؛ وعلى ذلك فعندما تعتز برجل الأمن بأي جهاز أمني ومهما كانت رتبته، أو جندي أو ضابط بأي قطاع عسكري؛ فأنت بذلك تعتز بوطنك، تعتز بالراية الشامخة ذات الرسالة الخالدة التي على صدره، كون الرجل الأمني أو العسكري هو جزء من هوية الدولة وهيبتها، ويخدم في إطار سيادتها، ويعمل على حمايتها. والمساس بهذا الرجل أو التعدي عليه هو مساس بمقام الدولة الرفيع، وتعدي على كيانها المصان مهما كانت الظروف أو المسببات أو المبررات.

أما لماذا رجال أمننا وجنودنا دون غيرهم؟ فالواقع أن الجميع له احترامه وتقديره والاعتزاز به في أي جهاز حكومي يعمل لخدمة البلاد ومصلحة العباد، غير أن التفاوت بين موظفي الدولة ورجال الأمن والعسكر هو تفاوت طبيعي لا يُقلل الاحترام، ولا يُنقص من التقدير، ولا يلغي الاعتزاز، والجميع بالنهاية موظفون سعوديون، لكن المجالات تتنوع وطبيعة الأعمال تختلف، والفارق يكمن في إظهار الاعتزاز بهم؛ لأنهم دون غيرهم يقفون على خطوط استثنائية، فرجل الأمن يقف على خط الخطر لاستتباب الأمن العام في الشوارع والميادين والأحياء، وبذلك ينتشر الأمان في البيوت وداخل النفوس، وجندي الجيش أو الحرس يقف على خط النار حمايةً لحدودنا وسواحلنا وحراسةً لأجوائنا، يقفون دفاعًا عنّا وعن الوطن ضد الإجرام، والإرهاب، والعدوان.

أخيرًا؛ هل سألت نفسك يومًا عن سر الأمان النفسي الذي تشعر به؟، وأنت داخل بيتك، وبين أولادك، أو في الطريق بأوقاتٍ سكنت فيها الحركة، أو نامت فيها العيون. هو أمان بفضل الله أولًا، ثم توجيهات قيادتنا الرشيدة، ثم جهود رجال أمننا وجنودنا، لهذا لابد أن نعتز بهم وندعو لهم، ونعلّم أولادنا ذلك، فهذا من قبيل تعزيز اللحمة الوطنية التي تُشكل صمام الأمان لهذا الوطن الغالي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد