: آخر تحديث

الحصان الخاسر

4
4
4

عبدالعزيز التميمي

لم يترك الأدباء العرب أمراً من أمور الدنيا شاردةً كانت أم واردةً إلّا وأطلقوا عليه وصفاً لغوياً أو قرضوا من أجل توثيقه بيت شعر جميل حفظته الأجيال إلى يومنا هذا. ومن تلك الأمثلة المشهورة التي يوردها العرب هذا المثل المناسب لوضعنا الحالي وهو (الرهان على الحصان الخاسر)، يقال في الأوقات التي يترك الإنسان شقيقه وابن عمه وأقرب الناس إليه ويلتحم إلى الغريب البعيد الذي يعتقد أنه العون والسند، ويطلع للأسف اختياره ليس في محله ويرجع يتذكر بني عمومته وإخوته وبعض أقوالهم التي لو فكر في المعاني لتلك الأمثلة والحكم قبل الاعتماد على الغريب ما كان ابتعد عن بني قومه شبراً واحداً أبداً.

والأمثال هي على سبيل المثال وليس الشرح والتفصيل (ما حك ظهرك مثل ظفرك) وهناك أيضاً مثل آخر به الحكمة والكمال والإرشاد وهو (أن ابن ادم لا يعطيك نعجته إلا ليأخذ منك الثور والجمل).

فطوبى لمن عرف مصالحه ومصالح شعبه وأهله وعشيرته وأهل (قطاعه) والحمد لله الذي رزقنا بفضله ومنته قيادة رشيدة حكيمة هي ومنا ونحن لطاعته وأمره خاضعون.

تلك القيادة التي تحمل في قناعتها الخوف من الله عز وجل، وترعى مصالح شعوبها وأمتها التي انزل عليهم القرآن بلسان عربي فصيح وأمرهم الباري جل في علاه بالرجوع إلى آياته العظام بتدبر وتعقل، والاعتقاد بالشريعة والأوامر الإلهية وعلى رأسها طاعة الله ورسوله وولاة الأمر منا، حيث إن في طاعتهم الخير كله وفي مخالفتهم الشر جله، ولا مبرر أو عذر لمن أدخل الغريب بيننا وأعطى للمعتدين العذر بدخول ديارنا ليعيثوا فيها شراً وفساداً ودماراً.

اللهم احفظ أمتنا وديارنا من أدناها إلى أقصاها من شر المفسدين في الأرض واجعل كيد أعداء أمة العروبة والإسلام أصحاب العقيدة السمحة بعظمتك وقوتك إلى نحورهم واحفظ اللهم ولاة أمورنا وارزقهم من قوتك الصحة والسعادة، اللهم آمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد