عبدالعزيز الفضلي
مع محاولات إيجاد حلول للحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، نقل عن الوسيط وهو أنه لا إيقاف للحرب إلّا بنزع سلاح المقاومة! وكان الرد سريعاً وحاسماً من حركة حماس بأن سلاح المقاومة غير قابل للمساومة أو التفاوض .
لم أشك لحظة بأن الحركة سترد بغير هذا الرد، فكل الشواهد التاريخية تشير إلى أن كل القوى التي تنازلت عن سلاحها، تعرّضت إما للإبادة أو السجن أو الطرد .
فقد طرد الفلسطينيون من أراضيهم عام 1948، بعد أن تركوا سلاحهم استجابة لمبادرة عربية تتضمن أن تقوم الجيوش العربية بحمايتهم، فلم يتم ذلك، واضطروا للهجرة من ديارهم.
مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982م في لبنان وقعت بعد أن خرج المقاومون الفلسطينيون من لبنان وتركوا سلاحهم، فتفرد الصهاينة وأعوانهم بالمدنيين وارتكبوا مجزرة يندى لها الجبين.
في عام 1995، قررت الأمم المتحدة مدينة سربينيتسا البوسنية مدينة منزوعة السلاح وتحت حمايتها، ووكلت حمايتها للقوات الهولندية، وكانت النتيجة دخول الصرب للمدينة وقتل أكثر من 8 آلاف مسلم تحت مسمع ومرأى العالم!
السلاح شرف وكرامة للمقاومين ومن دونه لن يتحقق سلام ولا تحرير، لذلك لم يتنازل عنه الجزائريون ولا الليبيون ولا الأفغانيون ولا الفيتناميون... وكذلك لن يتنازل عنه الفلسطينيون.
وقد قال المجاهد خليل الحية - رئيس فريق التفاوض الفلسطيني - كلمة الفصل حول سلاح المقاومة: (لن نتخلى عن هذا السلاح، فإما أن نحرر به الأرض أو نفنى معه).
ندعو الدول العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤوليتها تجاه أُخوة الدّين والعروبة، بأن تستخدم كل الأدوات لديها (سياسية، اقتصادية، مالية، إعلامية...) - ولن نقول عسكرية لأنها بعيدة المنال - في إيقاف الإبادة الجماعية والجرائم الوحشية في غزة.
وليتذكر الجميع بأن التاريخ لا يرحم، فإما أن تكتب اسمك في قائمة العز والشرف والنُّصرة، وإما في قائمة التخاذل والعار.
X : @abdulaziz2002