: آخر تحديث

هاني نجم.. الجراح الفريد.. والطبيب النابغ

9
6
6

عبده الأسمري

وزع «تهاني» الشفاء في متون «البشائر» ووظف «تفاني» الذات في شؤون «البصائر» فكان «النجم الساطع» في سماء «الطب» والاسم اللامع في آفاق «الجراحة».

ما بين منحنيات «الأوردة» وتعقيدات «الشرايين» غرس «التعافي» في قلوب المرضى موقداً «الضياء» في مسارب الوجع ومحولاً متاعب «السقم» إلى تباشير «نجاة» استنطقت «الفرح» وحولت الآلام إلى «آمال» أشعلت «قناديل» العافية» في دروب بهيجة من «السرور».

أقام صروح «الانفراد» بروح «الطبيب» البارع وبوح «الإنسان» الفارع الذي اقترن أسمه بأعقد وأصعب «العمليات» الجراحية بعد أن جادت كفاه الماهرتان بنسج «البراعة» بمبضع «الإبداع» ليكون الرقم الصحيح في معادلة «التفوق» والناتج المؤكد في متراجحة «التميز».

إنه رئيس قسم جراحة القلب للأطفال والبالغين بمستشفى كليفلاند الشهير بأمريكا جراح القلب الشهير الدكتور هاني نجم أحد أشهر أطباء وجراحي القلب في السعودية والوطن العربي والعالم.

بوجه مسكون بملامح «وطنية» ومطامح «مهنية» وتقاسيم تتكامل مع والديه وتتماثل مع أخواله وعينان تسطعان بنظرات «فاحصة» تعكس «الذكاء الفطري» وتوظف «العطاء المهني» ومحيا أنيق يعتمر «الرداء» الطبي الأبيض الذي يتواءم مع بياض قلبه ونقاء سريرته وشخصية أنيقة التعامل رزينة القول جميلة التواصل ومحيا عامر بالنبل وحضور غامر بالفلاح وعبارات مزيجة من عربية فصيحة وإنجليزية حصيفة تتوارد منها أصول الطب وفصول الجراحة واتجاهات التداوي وأبعاد التشافي تتعامد على مخزون «مهني» ومكنون «احترافي» وتواجد «مهيب» في غرف العمليات ومواقع التشخيص ومواطن التوجيه قضى نجم من عمره عقودا وهو يؤسس «منظومة» جراحية احترافية مقامها «البراعة» وقوامها «النباغة» ويؤصل «معاني» حديثة في العلاج الطبي و»معالم» مستحدثة في الابتكار الجراحي.

في شارع «سلام» الشهير بمدينة الرياض ولد نجم عام 1962م، في يوم «شتوي» أضفى إلى نهارات «العاصمة» مزيجاً من المهجة والبهجة وأمتلأ منزل والده بأهازيج المشاركة وأريج المباركة..

تفتحت عيناه طفلاً إلى اتجاهات نصح زاخرة بالمكارم من والده وموجهات حنان فاخرة بالفضائل من والدته فاكتملت في وجدانه موجبات «التربية» وواجبات «التوجيه».

ارتكن نجم على أصداء سمعة الأسرة في مجال العلم والعمل واقتبس ضياء «الاقتداء» من سيرة والده وانتهل من سخاء «الحنان» في عطف والدته.

أحب نجم «القراءة والثقافة» منذ طفولته الأولى وظل يكتب «أحلامه» في مساءات «نجد العذية» مشفوعاً بدوافع غمرت وجدانه ومساعي ملأت عقله.

انجذب نجم باكراً إلى شغف تعليمي وظل يسابق الزمن لبلوغ مرحلة الدراسة والتحق بمعهد العاصمة حتّى تخرج من المرحلة «الثانوية» ثم اتجه لدراسة الطب تحقيقاً لحلم والدته ووجه أمنياته شطر «اختصاص القلب» وترسخت في ذهنه التجارب الطبية في مجال جراحة القلب فما لبث حتى رفع سقف «أمنياته» لأن يكون جراحاً منفرداً حيث تخرج الثاني على دفعته من كلية الطب بجامعة الملك سعود والتحق بالتّدريب المحلّي في الجراحة العامّة في الجامعة ثم سافر إلى «كندا» وبدأ تدريبه في الجراحة العامّة في «أتوا».

كان نجم «محل إعجاب ودهشة» الفريق الطبي نظراً لسرعته ومهارته منذ بداياته في موهبة تجاوزت حتى سابقيه وقد أوصى احد كبار الجراحين أن يتم ايفاده إلى جامعة تورونتو والتي برز وبرع فيها بكل كفاءة.

حصل نجم على الزمالة البريطانية في الجراحة العامة والزمالة الكندية في الجراحة العامة عام 1994م والزمالة الكندية في جراحة القلب والصدر عام 1996م وحصل على التخصص الدقيق في جراحة قلب الأطفال لمدة سنتين. وعلى درجة الماجستير في أبحاث علوم القلب من جامعة تورنتو في كندا عام 1998.

عاد إلى أرض الوطن وعمل استاذاً بجامعة الملك سعود ونظراً لكفاءته فقد تم إصدار أمر بنقل خدماته من جامعة الملك سعود إلى الحرس الوطنيّ حيث طور أداء مركز القلب وأحدث نقلة نوعية فيه وتم تعيينه نائباً لرئيس قسم جراحة القلب للأطفال والكبار وأسهم في تضاعف عدد العمليّات ثم عين رئيساً للقسم.

بعد تميزه وصلت أصداء إبداعاته إلى العالمية وتم طلبه من مستشفى كليفلاند كلينك ودخل من بوابته الشهيرة التي كتب عليها «من خلال هذه البوّابة دخل أعظم جرّاحي الصّدر والقلب في العالم» والتي كانت «السر» الأول الذي صنع له «الإصرار» وسخر له «الدوافع» لصناعة نجاحه اللاحق في الصرح الطبي البارز. بعد عودة نجم من التّدريب في كندا، تم انتخابه رئيساً لجمعيّة القلب، وأحدث فيها تغييرًا جذريًّا ولا يزال يقدم فيها عطاءاته بالفكر والمحاضرات والمشاركات.

تأثر نجم بشخصيّة بروسلي وقرر الالتحاق بلعبة التايكوندو وتدرج فيها حتى حصل على الحزام الأسود «دان 3» وشارك في البطولات المحلية والدولية وفاز بالميداليّات الذّهبية في بطولة السعودية ثلاث سنوات متتالية ومثّل المملكة في بطولة آسيا، وبطولة العالم وحقّق منجزات متعددة وانتقل إلى التّحكيم كحكم دولي وعين في منصب رئيس مجلس إدارة الاتّحاد السّعوديّ للتايكوندو والجودو لسنوات.

اتخذ نجم من «القرارات الشخصية» منطلقات حقيقيّة وصل من خلالها إلى «المنجز» بروح المصابرةِ ويقين المثابرةِ، وتعامل معها كتحديات واقعيّةٍ تتشابه مع تعقيدات الأوعية وتداخلات الخلايا في الجسد.

حصل نجم على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام 2008. وحصد جائزة «نوابغ العرب» في الإمارات عن فئة الطب عام 2023م؛ تقديراً لمساهماته وابتكاراته الجراحية.

وشغل نجم عدة مناصب ومهام ومنها عضو في مجلس إدارة جمعية القلب الخليجية والسكرتير العام لجمعية جراحة القلب الأوروبية والآسيوية وأستاذ مشارك في تخصص الجراحة في كلية ليرنر للطب في كليفلاند.

وقد أجرى في مستشفى الحرس الوطني ما يقارب 400 -500 عملية سنوياً وشارك في عمليات «فصل التوائم» وأجرى آلاف العمليات النادرة والمعقدة في جراحة القلب في الداخل والخارج.

ويعد نجم أول من قام بزراعة قلب صناعي مساعد في البطين الأيسر بمركز الملك عبد العزيز لأمراض القلب في مدينة الملك عبد العزيز الطبية.

وتم تكريمه في عدة محافل لمنجزاته في جراحة القلب داخل وخارج السعودية.

يقف نجم اليوم على رأس الهرم في قسم جراحة القلب للأطفال والبالغين في مستشفى كليفلاند وفي سجله «مئات» العمليات التي بدأها منذ عام 2016 وحتى اليوم تعددت وتراوحت ما بين جراحات دقيقة ومعقدة جداً وعمليات كانت في مساحة ضئيلة بين «الحياة والموت» كان فيها متوكلاً على الله ثم معتمداً على كفاءته وتظل العملية المعجزة هي «الأشهر» في مسيرته عندما قام باستئصال ورم ضاغط على قلب جنين في بطن أمه والحفاظ على حياته وحياة الأم إضافة إلى اختراعه لصمام جديد للأطفال عبارة عن طرف صناعي من ثلاث قطع فوق بعض تركب على أنسجة الطفل.

اعتاد نجم النظر للأمام نحو «الابتكار» متجاوزاً مساحات «الاعتياد» ليقطع مفازات «السعي» نحو أفق متسع من «السمعة» ناظراً إلى المهنية من زاويا منفرجةٍ لترسيخ إمضاءات الإبداع في الحاضر وتحقيق «فضاءات» التّمكّن في المستقبل.

اعتلى نجم «صهوة النجومية» مرتدياً البياض في مساحاتٍ مفتوحةٍ كتبها بحبر «الموضوعيّة» وأكملها بجبر «الإنسانيّة» تمثّلت في فصول كفاح وأصول نجاح ومراحل مفصليّة ودروس عملٍية تماثلت ما بين وقائع القرار والاقتدار.

هاني نجم.. الجراح الفريد والطبيب النابغ الذي كتب سيرته باقتدار في قوائم «المبدعين» ورسخ مسيرته باعتبار في مقامات «البارعين».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد