حسين الراوي
في الحقيقة، لقد صدم ترامب المجتمع الدولي كافة بتعامله الغريب مع القضية الأوكرانية!
خصوصاً أن تلك التصريحات التي خرجت من المسؤولين الأمريكان بعد اجتماعهم مع الوفد الروسي في الرياض، جميعها ليست في صالح أوكرانيا!
بل إن وزير الخارجية الروسي صرح عقب اجتماع الرياض قائلاً إن روسيا ترفض أي قوات سلام تنتشر بين روسيا وأوكرانيا!
ما الذي تبدل وجعل المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية يصرحون ضد أوكرانيا وضد الدول الأوروبية؟! حتى أن نائب وزير الخارجية الأميركي قال صراحة إن من المستحيل أن يجلس الجميع على طاولة الحوار!
من حق الرئيس الأوكراني أن يغضب، وأن يُصرّح بأنه لن يقبل بأي قرارات تنتج عن تلك الاجتماعات التي يخوضها الأمريكان منفردون مع الروس!
على ما يبدو أن الأمريكان يريدون مساومة الروس على تلك البقع في الأراضي الأوكرانية التي يسيطرون عليها والتي تزخر بالكثير من المعادن الضرورية والنفيسة.
والآن، بدأ الغرب، ممثلاً بحلف الناتو، يخطط ويعمل ويصرح بلا أميركا، وباتت أميركا تخطط وتعمل وتصرح بعيداً عن مسار حلف الناتو! كما أن الرئيس زيلينسكي بدأ يصرح ضد ترامب!
في النهاية، أظن أنه إن استمرت المباحثات في القضية الأوكرانية مقتصرة فقط على أميركا وروسيا، فإنها بالتأكيد سوف تقابل بالرفض التام من الرئيس الأوكراني وأيضاً من دول حلف الناتو، وسوف يكون مصير خطة التراب للسلام بين أوكرانيا وروسيا مثل مصير سابقتها الخطة التي وضعها ترامب وأراد فرضها على أهل غزة وبعض الدول العربية! حيث كان يريد تهجير أهل غزة! وطلب من مصر والأردن أن يستقبلا المهاجرين منهم، لكي يستثمر اقتصادياً أرض غزة ويستفيد منفرداً من حقول النفط والغاز فيها!