: آخر تحديث

إغاظة الصهاينة... عبادة

7
7
6

عبدالعزيز الفضلي

لعل من العبادات المنسية، والتي يغفل عنها كثير من المسلمين هي إغاظة أعداء الله.

فمن دلائل أن الإغاظة عبادة هو قول الله تعالى عن المسلمين في سورة التوبة: «ولا يطأون مَوْطِئًا يَغيظُ الكُفّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إلّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صالِح» (التوبة: 120).

ومن السيرة النبوية نرى مواقف عدة، حرص فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- على إغاظة الكفار، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: تمكُّنه -عليه الصلاة والسلام- من الهجرة من مكة إلى المدينة، والوصول إليها سالماً، فعلى الرغم من أنهم رصدوا جائزة 100 ناقة لمن يأتي بالرسول ﷺ حياً أو ميّتاً، إلا أنهم فشلوا في تحقيق مرادهم.

ومنها نحره ﷺ يوم الحديبية جملاً كان لأبي جهل، غنِمَه منه المسلمون في غزوة بدر، وكان أبو جهل، قد زينه بحلقة من فضة في أنفه كنوع من التكبر والخيلاء.

ومنها أمره ﷺ المسلمين بقطع وحرق نخيل يهود بني النضير عندما حاصرهم إغاظة لهم، حتى يروا من داخل حصونهم ماذا يجري لزروعهم التي تعبوا عليها وأنفقوا أموالهم في رعايتها. ومنها أمره ﷺ الصحابة في عمرة القضاء أن يرملوا (المشي السريع) في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف، رداً على المشركين الذين زعموا أن المسلمين أصابهم الضعف والوهن والمرض عندما انتقلوا إلى المدينة.

والصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- كانت لهم مواقف أغاظوا بها أعداء الله، ومنها الكلمة التي كان يرددها بلالٌ، أثناء تعذيبهم له، وهي (أحدٌ أحد)، وكان يقول للمشركين: لو أعلم كلمة أغيظ لكم منها لقلتها.

ومنها مشي أبي دجانة، مختالاً بفرسه أمام المشركين في غزوة أحد، فقال الرسول ﷺ: (إنها لَمِشْيةٌ يبغضها الله إلا في هذا الموضع).

وفي زمننا الحاضر حققت المقاومة في غزة إغاظة الصهاينة، ففي اليوم التالي للحرب -والتي صرح الصهاينة بأنه لن يكون هناك وجود لحماس- خرج جنود القسام بكل عدتهم وعتادهم، وهم يركبون عربات، ويحملون أسلحة غنموها في معركة طوفان الأقصى من جيش الاحتلال.

هذا المشهد، والمشاهد المصاحبة لعملية تبادل الأسرى، أغاظت الصهاينة إغاظة شديدة جعلتهم يهددون بإيقاف الصفقة.

إن من واجبنا كمسلمين أن نجتهد في إغاظة أعداء الله، وخاصة الصهاينة، في جميع الميادين، كلٌ بحسب موقعه، وعلى سبيل المثال: الانسحاب من مشاركتهم في الألعاب الرياضية، وفي هذا إشارة إلى عدم الاعتراف بهم، وعدم الرضا بجرائمهم.

فاجتهدوا في إغاظتهم، كتب الله أجركم.

X: @abdulaziz2002


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد