: آخر تحديث

قمة متابعة عربية إسلامية

10
11
11

خالد بن حمد المالك

تحتضن الرياض القمة العربية الإسلامية اليوم، في ثاني قمة على هذا المستوى منذ حرب شهر أكتوبر قبل الماضي، وسط ظروف استدعت قيادة المملكة لتقوم بهاتين المبادرتين لحقن دماء العرب في كل من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان، ومنع المزيد من التهديم والتهجير، والقتلى، والمصابين، ليكون هذا الاجتماع مصدراً للمطالبة بمنع حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل، وتالياً تنفيذ خيار الدولتين، دولة فلسطين، وأخرى إسرائيلية، متجاورتين، بعيداً عن التطاحن، والحروب، والخلافات التي تضر بالجانبين، ولاحقاً بالمنطقة.

* *

وليس هناك أفضل من خيار لجمع العرب والمسلمين للنظر في الأوضاع المأساوية التي تشكلت بالعدوان الإسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني، وما يمكن أن يتركه هذا العدوان من آثار مدمرة إذا ما استمر دون أن يتم التصدي له اعتماداً على القرارات الدولية، كما أن استضافة المملكة للاجتماع يعطيه من الأهمية، والتوقعات الإيجابية ما يجعلنا بانتظار التوافق، والنتائج، والكلمة الفصل في حرب إسرائيلية مجنونة وموحشة، ولا تراعي قواعد الاشتباك، متخلية عن أبجديات العمل الإنساني في حرب طويلة تتسم بالإرهاب، والعدوان المنظم.

* *

إن تبني الرياض لهذا الاجتماع، بينما تواصل إسرائيل عدوانها لا ينظر إليه العقلاء في العالم، إلا أنها مبادرة من المملكة، هدفها تطويق هذه الحرب، ومنع تصعيدها، والحد من وحشيتها، والتعامل معها بما يطفئ نيرانها، وصولاً إلى الاتفاق على قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وضمن خيار الدولتين، المنسجم مع قرارات الشرعية الدولية.

* *

ولعل الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس ترامب تدرك أن العرب والمسلمين ينتظرون من الرئيس الأمريكي الجديد عملاً كبيراً يلزم إسرائيل بالواقعية في النظر إلى المستقبل بتفاؤل كبير، أمنياً واقتصادياً، متى أدركت أن لها مصلحة كبيرة في حل خلافاتها مع الفلسطينيين، والاتفاق معهم على قيام دولة لهم على أراضيهم التي تحتلها منذ حرب عام 1967م، ما يعني أن السلام مرتبط بالتخلي عن الأراضي المحتلة، ووضع نهاية لهذا الاستعمار البغيض.

* *

إن المملكة، وهي تتبنى اجتماعاً على هذا المستوى العالي بمشاركة قادة ملياري عربي ومسلم، حيث يجتمعون في مكان واحد، يحدوهم الأمل بأن تكون هناك استجابة دولية، وتعاون كبير، مع ما سيتم الاتفاق عليه من قرارات معلنة، وهذه مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية التي عليها أن تضغط على إسرائيل للتعامل مع قرارات هذه القمة بإيجابية، بدلاً من دعم إسرائيل لمواصلة حربها، وتشجيعها على رفض كل المبادرات التي تقود إلى قيام دولة فلسطينية.

* *

وما من شك أن المرحلة التي يمر بها العالم، وفيها تلميحات وإشارات لا تستبعد قيام حرب عالمية ثالثة، مع أجواء التوتر بين الصين وتايوان، وحروب إسرائيل بمنطقتنا، والحرب الروسية - الأوكرانية، وغيرها، تؤكد على أهمية نزع فتيل الحروب الإسرائيلية، ومنع تفاقم مشكلاتها، والنزول إلى حيث لا تكون هناك قوة دافعة لتوسيع نطاق الصراع، وتصعيده، مع ما في ذلك من خطر على الجميع.

* *

هذا المؤتمر يأتي استكمالاً للجهود المبذولة التي يقوم بها الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بالتنسيق مع أشقائهما قادة الدول العربية والإسلامية، لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة واللبنانية، وتطورات الأوضاع الراهنة بالمنطقة، وهي قمة متابعة تأتي استكمالاً للقمة التي عقدت بالرياض بتاريخ 11 من نوفمبر 2023م وتجاوباً مع موقف المملكة القوي بإدانتها واستنكارها لاستمرار الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني واللبناني من قبل العدوان الإسرائيلي الآثم.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد