تعتبر فئة الشباب العمود الفقري لكل مجتمع، والمحرك الفعلي للكثير من المشاريع، لكونهم يمتلكون الطاقة والحماسة والأفكار والرغبة في الإنتاج والاندفاع نحو المستقبل، ومن البديهي أن تشارك في عمليات التخطيط ووضع الاستراتيجيات القريبة والبعيدة. وهذا الأمر تنبهت له الإمارات بشكل واقعي من خلال تعيين وزراء في مقتبل العمر، ومشاركة الفتيات والشباب في جلسات العصف الذهني وتسلمهم زمام المبادرات المهمة لوضع الخطط والأفكار لمواصلة البناء الحضاري، عندما تم الإعلان عن تعيين أول وأصغر وزيرة شابة في العالم «شما المزروعي». وقد استطاعت دولة الإمارات أن تستثمر في طاقات الشباب وتؤهلهم عبر مشاركاتهم الفاعلة والمختلفة في النهضة التنموية التي تشهدها الدولة إيماناً بكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي قال: «إن تمكين الشباب والاستثمار فيهم وتأهيلهم بمهارات المستقبل وعلومه ركن أساسي ضمن رؤية الإمارات التنموية الشاملة. الشباب هم القوة والطاقة والطموح والثروة الحقيقية، كما إنهم ركيزة التنمية وقادة الغد في مجتمعاتهم وعليهم اكتساب كل ما يمكنهم من الإسهام الفاعل في تقدم بلادهم وصنع المستقبل المزدهر لها»، فكان إنشاء مجلس الإمارات للشباب في عام 2016 وسيلة للتواصل المباشر والإيجابي بين الشباب والقيادة، والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، والاستفادة من طاقاتهم وأفكارهم الشبابية، وتوفير البيئة الصحيحة للابتكار والإبداع، وتعزيز الممارسات الوطنية التي تسهم في منح الامتيازات والتسهيلات للشباب في جميع المجالات؛ وتوفير فرص العمل المناسبة التي يستطيعون من خلالها لعب دور فعال في مجتمعهم.لقد أصبحت الإمارات حاضنة رئيسية لتطلعات وطموح الشباب العربي؛ إذ أطلقت مجموعة من المبادرات والبرامج الموجهة لهم بهدف الارتقاء بدورهم ورعاية طاقاتهم وتشجيعهم على الابتكار والتسلح بالمعرفة والعلم، وتعزيز دورهم الإيجابي في التنمية المستدامة عندما أعلنت عن إنشاء مركز الشباب العربي في عام 2017، الذي ساهم في إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية التي يتم تنفيذها من قبل الشباب، كما شهد عام 2023 إطلاق «المبادرة العالمية لشباب الإمارات» التي تشرف على تنفيذها المؤسسة الاتحادية للشباب، بهدف تعريف الشباب بقيم دولة الإمارات وعاداتها وقيمها وتجربتها الحضارية في التسامح والتعايش وبناء الإنسان، وتمكين الشباب بمد جسور التواصل الإنساني والمعرفي والعلمي بين شباب الإمارات والعالم. وبمثل هذه الرؤية الثاقبة والإدراك التام والتخطيط الذكي من قادتنا وإيمانهم بقدرات الفتيات والشباب، ستتواصل مسيرة التطور والتقدم.وتبقى فئة الشباب هي القوة الفاعلة والدافعة في المنجز الحضاري.
الشباب ثروة مستدامة في الإمارات
مواضيع ذات صلة