: آخر تحديث

حديث الديوانية... وسوالف القسمة والنصيب (2 من 2)

21
14
15

حمد الحمد

كما ذكرت، صدر لي قبل 12 سنة كتاب بعنوان «حديث الديوانية» عبارة عن سيرة مجتمعية، ومن تلك الفترة والعديد من القراء يناشدونني أن أصدر جزءاً ثالثاً منه، لكن لا رغبة لي، لكن الأسبوع الماضي نشرت ما دونته باللاب توب عن قصص سمعتها عن القسمة والنصيب، وأساس القصص حقيقي لكن لونتها بأسلوب روائي واليوم أنشر بعضها:

الحكاية الأولى:

صاحبنا لا يعرف كيف وافق على الزواج بعد تردد لسنوات، واختار البنت ولم يتبق إلّا عقد القِران، لكن قبلها بليلة مسكه أبومساعد في الديوان وأخذه جانباً، وقال له «سمعت أن عقد قرانك غداً لكن وأنا أخوك ترى الزواج كأنك داخل محيط أمواج وأمواج، ولهذا لابد أن تعرف السباحة»، وكرّر«تراها أمواج وأمواج».

صاحبنا طول ليله لم يتبق في ذهنه إلّا أمواج أبومساعد، وفي اليوم التالي جلس في الديوانية وعلى يمينه الملاك شيخ يعقد القران، لكن ما زالت الأمواج تموج في رأسه، وأخذ الشيخ بطاقته المدنية ووقّع الشهود، ولم يتبق إلا توقيع والد العروسة وتوقيع صاحبنا، لكنه هنا هدير الأمواج يتلاطم في رأسه وهو الآن على البر، إلا أن قال «أين التواليت»؟، طلب لا يمكن أن يُرد، قيل له «روح على اليمين تجده عند باب الخروج»، وترك المكان والجميع في الانتظار الذي طال، وراح أخ العروسة يتفقده فلم يجده، ولم يجد سيارته، المُهم عُرف المعنى وأسلوب الهروب الكبير بسبب تلك الأمواج، ولهذا في اليوم التالي تم إرسال رسالة نصية له تقول: «يا ابن الحلال خلاص بطلنا الزواج بس تعال خذ بطاقتك المدنية»!

الحكاية الثانية:

حكاية سمعتها من خليجي قبل سنة، يُقال إن أحد الشباب قرّر أن يكمل دينه، وأهله خاطبوا جماعة من معارفهم بطلب يد ابنتهم، وكانت الموافقة سريعة لسمعة الشاب ومعرفتهم بأسرته، ولكن لكون أهله في منطقة بعيدة، قرّر أن يذهب للرؤية الشرعية بنفسه، وطلب من صديقه الصدوق أن يذهب معه، وافق الصديق وذهبا الاثنان لمنزل العروسة، وتم استقبالهما في المجلس بالترحاب والقهوة والشاي، لكن صاحبنا ينتظر الرؤية، حتى جاء قريب البنت وأخذه لغرفة أخرى، وتبقى الصديق في المجلس يتصفح جواله، إلا من دون مقدمات دخلت البنت على الصديق بكامل زينتها، وانعقد لسانه لا يستطيع الكلام وكأنه يود أن يقول «ليس أنا الخطيب»، وفي لحظة دخلت والدتها وأخرجتها من المجلس، وتم إبلاغ الخطيب أن هناك خطأ قد حدث، حيث تم إدخال البنت على الصديق، المهم السالفة «خربت»، وخرج الاثنان، وفي اليوم التالي تلقى الشاب اتصالاً إذا كان يرغب بالرؤية، طبعاً رفض، وقيل له «وصديقك هل له خاطر»؟، هنا سأل الصديق المحظوظ الذي من دون تردد جواب بالإيجاب، وأصبحت من نصيبه، بسبب ذلك الخطأ القاتل!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد