عبدالعزيز التميمي
لم يبق من جيل الرواد المتميزين في الفنون بجميع أشكالها الفنية إلا العدد القليل الذي يلزمنا العقل الاهتمام بهم بشكل دائم مستمر والاستعلام عنهم باستمرار بشكل دوري، ولا يمنع إنشاء شعبة في إدارة العلاقات العامة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كحلقة وصل بين القيادات التنفيذية في المجلس الوطني حتى نستطيع القول إننا وبعد مرور ما يزيد على الستين عاماً حققنا الانطلاقة الإيجابية تجاه الرقي بالحركة الفنية والثقافية بصفة عامة. وقد لا أبالغ في الإشارة للجانب التشكيلي المعني به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مبيناً أن رواد هذه الحركة لم يبق منهم إلّا أربعة أعلام هم الفنان المصور مساعد فهد والفنان عبدالله سالم الأنصاري والنحات المبدع المتميز سامي محمد والفنان جاسم بوحمد، أطال الله في أعمارهم.
وما يهمني اليوم وبكل صراحة ودقة هو الاهتمام المعنوي أكثر من الاهتمام المادي البحت الذي ينتهي مباشرة بعد تسلم درع التكريم أو شهادة التقدير أياً كان نوعها، فالفنان بهذه السن الذي جاء بعد بذل وعطاء متواصل تجاه الوطن يستحق ما هو أرقى وأكثر تأثيراً من ورقة رسمية ترسل إلى من أعطى زهرة شبابه وأخلص في عطائه الفني محلياً ودولياً.
فقد كانت الكويت فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي على رأس الهرم الفني عربياً ودولياً وكانت الكويت تفخر بما لدينا من أعلام يشار إليهم بالبنان. والفنانون سامي محمد ومساعد فهد وجاسم بوحمد وعبدالله سالم، قيمة ونجوم لامعة تسطع في سماء الكويت الغالية، تذكر مَن يعنيه الأمر في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بأنهم مقصّرون تجاه هؤلاء، وأعتقد أنه لا يعرف أحد منهم رقم الهاتف النقال لأي واحد من المبدعين الأربعة أو كانت عناوين منازلهم معروفة لإدارة الفنون في المجلس الذي أسسه رجال وقامات كان هدفها الأساسي الاهتمام والارتقاء بالفنون بصفة عامة ورواده بصفة خاصة والقيام بمسؤولياتهم تجاه الفنان الكويتي.
فالموضوع ليس حفنة دولارات أو مخصّصات مادية.
سيدي الأمين العام أو الأمناء المساعدين إنما حديثنا هنا عن الاهتمام المعنوي فقط دون أي تكلفة مادية، فالاهتمام المعنوي ليس درعاً تُشترى أو شهادة تطبع، إنما رنة تلفون تكفي، وتعطي الفنان الكويتي حقه من الاهتمام والسؤال في كل سنة مرة حافزاً إيجابياً مستحقاً.