محمد رُضا
> هناك 4 أزمنة لكلّ فيلم. هناك الزمن الذي تتطلبه القصّة (أو الموضوع في الفيلم التّسجيلي أو الوثائقي)، وهذا قد يكون في أي عصر ووقت.
> وهناك الزمن الذي تستغرقه الحكاية داخل الفيلم، وهي غير الزمن الذي يتطلّبه الفيلم تبعاً لمدّة عرضه. والزمن الرابع هو الزمن الذي تُقاس به مدّة كلّ لقطة ومشهد.
> اللقطة التي تُرينا موجة النازحين في أيّ من أفلام اليوناني ثيو أنجيلوبولوس، والروسي أندريه تاركوڤسكي، والتركي نوري بيلج جيلان، تختلف فيما بينها كما تختلف أكثر لدى مقارنتها بأفلام تقتصر اللقطة فيها على فترة زمنية قصيرة.
> قد أُضيف الزمن الذي يأخذه المشاهد لاستيعاب المشهد أو معناه، لكن هذا يدلف بنا إلى موضوع آخر لأن الأزمنة التي نتحدّث عنها هي تلك التي يوفّرها الفيلم في تركيبته وأسلوب مخرجه.
> ما هو لافت أن التاريخ نفسه يختلف. هل نُقيس حملة نابليون منذ أن بدأت مسيرته العسكرية، أو منذ توليه الحكم؟ هل تبدأ حرب ما باللحظة نفسها مع الرصاصة الأولى أم مع ما يسبقها؟
> الفيلم التاريخي له كذلك جوانب مختلفة: هناك سنة إنتاجه، ومن ثَمّ الفترة التي تقع فيها الأحداث، وهناك الزمن الذي يعيش الفيلم فيه من بعد انتهائه. على سبيل المثال أفلام «أحلام هند وكاميليا» لمحمد خان، أو «الأرض» ليوسف شاهين، أو «مولد أمّة» للأميركي د. دبليو. غريفيث، ما زالت حيّة؛ ناهيك عن سؤال هذا حدث فعلاً أو لم يحدث مطلقاً.