إذا كان اهتمام المملكة بضيوف الرحمن وزوار الحرمين الشريفين يشهد تصاعداً شاملاً في مساراته المختلفة عاماً بعد آخر، إلا أن هذا الاهتمام بلغ ذروته في سنوات رؤية 2030، التي وعدت بتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتسهيل الإجراءات أمامهم، وصولاً إلى تحقيق أحد أهداف الرؤية، بالوصول بعدد الحجاج والمعتمرين إلى 30 مليوناً كل عام، بحلول العام 2030، وهو ما حققت المملكة جزءاً كبيراً منه.
وتأتي مسؤوليات المملكة تجاه الحرمين الشريفين، استشعاراً وامتداداً لدورها التاريخي، الذي شرفها الله به، متمثلاً في خدمة ضيوف الرحمن والزوار، وتأمين احتياجاتهم، منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها أقدامهم أراضي المملكة، وإلى أن يغادروها سالمين وغانمين، بعد أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
وفيما تستعد المملكة لموسم الحج المقبل، لا تتردد في تفعيل أي برنامج أو مبادرة، من شأنها تعزيز الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ومن أبرز هذه المبادرات، «طريق مكة»، التي تنفذها وزارة الداخلية للعام السادس على التوالي، تحت مظلة برنامج خدمة ضيوف الرحمن، عبر أحد عشر مطاراً في سبع دول، هي المغرب وإندونيسيا وماليزيا وباكستان وبنغلاديش وتركيا وكوت ديفوار، وذلك ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج الرؤية.
نجاح المبادرة في السنوات الماضية، يرجع إلى اعتمادها على التقنيات الحديثة، لتسهيل إجراءات الحجاج، مثل تأمين التأشيرات إلكترونيًا، والتأكد من المتطلبات الوقائية المطلوبة، وتوفر الاشتراطات الصحية، وإصدار بطاقة صعود الطائرة، وفرز وترميز الأمتعة عبر تسجيلها باسم صاحبها وكل التفاصيل الأخرى في محطة الإقلاع، فضلاً عن إنهاء إجراءات دخول الحجاج إلى الصالة المخصصة للمبادرة من قبل فريق عمل الجوازات قبل الإقلاع من مطارات بلادهم، وإيصال الضيوف إلى الصالة المخصصة للمبادرة في المملكة، ونقلهم إلى مقار سكنهم، وتسليم أمتعتهم في مقار سكنهم مباشرة دون أن يكونوا ملزمين بانتظارها في المطارات.
مبادرة طريق مكة، بكل أهدافها وأدواتها التقنية، تعكس حرص القيادة الرشيدة على الارتقاء بنوعية الخدمات المقدمة إلى ضيوف الرحمن، وتعزيز تجربتهم ورحلتهم الإيمانية في الأراضي المقدسة، لتبقى هذه الرحلة في الذاكرة طويلاً، وفي هذا إشارة إلى أن هذه الخدمات لن تقف عند حد معين، وإنما هي قابلة للتطوير والتحديث، وهو ما تحرص عليه المملكة.