: آخر تحديث

مانديلا فلسطين

13
20
20
مواضيع ذات صلة

عاد اسم الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي إلى واجهة الأحداث من جديد كأحد الحلول التوافقية أمام كافة أطراف الصراع في الأراضي المحتلة. مروان هو الحل المتجدد للسلطة الفلسطينية، وبديل شرعي مقترح للرئيس محمود عباس، حيث كان اسمه يُطرح دائمًا في أي انتخابات للسلطة، ودائمًا ما يلقى قبولًا كبيرًا في استطلاعات الرأي.

هو أيضًا أحد حلول حفظ ماء الوجه لحركة حماس، التي تؤكد بعض التقارير الصحفية الإسرائيلية أنها أدرجت اسمه في قائمة الأسرى، الذين يريدون الإفراج عنهم في صفقة التبادل المقبلة مع إسرائيل. 
وأقول حفظ ماء الوجه لأن خروج البرغوثي سوف تسوق له الحركة باعتباره نصرًا على إسرائيل، غير عابئين بآلاف الشهداء، الذين سقطوا جراء القصف الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر، وقد أحضرت الحركة كذلك من جعبة الأسرى المنسيين اسم أحمد سعدات، أمين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذي تستهدف أيضًا بخروجه الترويج لنصر زائف آخر.

أرى أيضًا أن البرغوثي حلّ أفضل لإسرائيل، خصوصًا في ظلّ التصريحات المتتالية لأفراد من حكومة تل أبيب يعلنون فيها ضجرهم من التعامل مع محمود عباس، فضلًا عن الترويج كذلك لاستحالة التعامل مع قادة حماس في المستقبل، لذا فإن خروج شخص كالبرغوثي الآن ودخوله المعادلة السياسية قد يُعيد هيكلة مشهد السلطة الفلسطينية بشكلٍ كامل، وبالتالي التعامل مع أشخاص آخرين بمعطيات أخرى.

أظن أن خروج القيادي في حركة فتح، مروان البرغوثي، قد يكون حلًّا لإسرائيل إذا فكر قادتها بشكلٍ أهدأ مما يفكرون به الآن، وأظن أيضًا، وقد يخيب ظني، أن تل أبيب لن تستجيب لهذا الإجراء، وسوف تصرّ على حمقها الشديد في التعامل مع الملف الفلسطيني، خصوصًا في هذه المرحلة التي يعتلي فيها الحكومة شخص مثل نتنياهو، لا يريد إلا أرضًا محروقة، متصورًا أنه بهذا الدمار قد انتصر، وبالتالي نجا من مساءلة قانونية قد تُنهي تاريخه السياسي. لقد تردد اسم مروان في سيناريوهات سابقة، باعتباره الحل التوافقي لأطراف ما، والأمل لأطراف أخرى، وفي فترة من الفترات تم التوافق على خروجه ليقود السلطة الفلسطينية كرمز، ويكون معه شخصية أخرى كرئيس للوزراء.

الشخص الوحيد الذي لا نعرف إن كان خروج مروان البرغوثي من مصلحته أم لا هو مروان ذاته، فهو محكوم عليه بخمسة أحكام مؤبدة، وقد قضى أكثر من 20 عامًا من عمره في السجن، فكلنا سمعناه أثناء انتفاضة الأقصى في أوائل الألفية الجديدة قائدًا مُحركًا للأحداث ومجرياتها، مقاومًا عاقلًا هادئًا، حتى لو علَت نبرة صوته، سياسيًّا من الدرجة الأولى، كلماته مرتبة موزونة. أما الآن فقد بلغ من العمر 65 عامًا، هذا غير كونه قابعًا في سجون الاحتلال، بعيدًا عن أي تفاعلات سياسية حدثت على الأرض منذ زمن طويل.

مروان حتى لو لم يخرج من السجن هذه المرة سيظل رمزًا للمقاومة الفلسطينية العاقلة، أما لو خرج فهو يحتاج إلى مشروعٍ متكامل، قد يحتاج تفصيلًا أكثر.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد