: آخر تحديث

إنهـــا تجربـــة نجـــاح

19
18
19
مواضيع ذات صلة

عندما اتصل بي الأخوة في تليفزيون البحرين بمناسبة مرور خمسين عاماً على نشأة تليفزيون البحرين الملون باسم شركة RTV BAHRAIN شعرت بتطور وإيقاعات الزمن ففي العام 1972-1973 وكانت وزارة الإعلام من مسؤولية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وزير الخارجية ووزير الإعلام بالوكالة سابقاً والممثل الخاص لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حالياً وكان معالي الشيخ عيسى بن محمد بن عيسى آل خليفة المراقب العام لوزارة الإعلام، وعلمت مع الزميل إبراهيم عبدالكريم محمد بأن المطلوب مذيعين بحرينيين للتدريب ومن ثم العمل في التليفزيون وكان تأدباً أن استشير معالي الشيخ عيسى بن محمد بن عيسى آل خليفة المراقب العام في تلبية الطلب وكان قد نصحني بالاستئذان من سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة حفظه الله ورعاه فكان مشجعاً ودافعاً وقال لي: «يا ابني أنتم أبناؤنا وإذا وجدتم في ذلك خيراً لكم فلا مانع لدي، وإذا لم يعجبكم المكان فعودوا إلى بيتكم وزارة الإعلام».

وكان ذلك حافزاً لتحمل المسؤولية الوطنية؛ فالإعلام له الدور الكبير والمسؤولية تحتم علينا أن نكون أمناء، وفي هذه الأثناء تم تدريبنا وعدد من الزملاء والزميلات شعوراً منا بأننا بعد فترة قصيرة سنكون مسؤولين عن نجاح هذه التجربة الرائدة في الإعلام المرئي، وبدأنا تجاربنا الداخلية بإشراف ومتابعة من المسؤولين عن شركة RTV BAHRAIN وهم أجانب وفي هذه الفترة تولى المغفور له بإذن الله تعالى السيد طارق عبدالرحمن المؤيد طيب الله ثراه حقيبة وزارة الإعلام فدعاني لأن أكون في وزارة الإعلام وكان مقرها في الجفير وأتابع شؤون التليفزيون إلى أن تمت عملية مسؤولية التليفزيون للوزارة بحكم أن الشركة لم تستطع المواصلة وتم الاتفاق على التصفية بما يضمن حقوق الآخرين، ومنذ ذلك التاريخ 1974م أصبحت وزارة الإعلام هي المسؤولة عن التليفزيون ليكون رديفاً لإذاعة البحرين العريقة التي كان يديرها المرحوم الأستاذ إبراهيم بن علي كانو مدير الإذاعة وبدأ تعاون تليفزيون البحرين مع تليفزيون المملكة العربية السعودية الشقيقة عندما كان المرحوم الدكتور محمد عبده يماني وزيراً للإعلام باستقدام مهندسين ومعهم أجهزة الفيديو التي تعمل بأشرطة 2 بوصة 2 inch وهم المهندس إدريس الإدريسي من تليفزيون الرياض وبعده محمد حمزة ليعملوا جنباً إلى جنب مع المهندسين البحرينيين عبدالله عيسى المقلة، وسامي محمد مهنا، وعلي غلوم وأحمد الكوهجي وغيرهم من الفنيين بالإضافة إلى المخرجين حسن عيسى عبدالله القلاف وأمير الشايب وعلي السادات وخالد الجودر وغيرهم، كما تم التعاون مع وزارة الإعلام وتليفزيون دولة الكويت الشقيقة عندما كان المرحوم سعدون الجاسم وكيلاً لوزارة الإعلام طيب الله ثراه والمرحوم محمد ناصر السنعوسي الوكيل المساعد للتليفزيون طيب الله ثراه وأهدت حكومة دولة الكويت لتليفزيون البحرين سيارة للنقل الخارجي بثماني كاميرات تصوير، وبدأ المرحوم طارق عبدالرحمن المؤيد بإعداد برنامج تدريبي والاستفادة من الأشقاء العرب والخليجيين ومعهد التدريب البريطاني في جلاسكو بالإضافة إلى التدريب المحلي للعاملين من أبناء الوطن والاستعانة بمهندسين وفنيين من الفلبين والهند وباكستان يزاملهم فنيون ومهندسون بحرينيون ومخرجون ومعدون ومقدمون من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية.

كان تليفزيون البحرين الملون ذا تجربة فريدة؛ فقد كان أبناء البلاد هم من يتحملون مسؤولية هذا الجهاز بدعم كبير من حكومة البحرين، فقد كان حضرة صاحب السمو المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد المفدى مثواه الجنة ورضوان النعيم الداعم لهذا الجهاز وكذلك المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء طيب الله ثراه، وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه عندما كان ولياً للعهد..

كان التركيز على الأخبار المحلية، كما تم الاشتراك في قنوات إخبارية عالمية لإثراء نشرة الأخبار كما بدأ التليفزيون في التركيز على إعداد وتقديم البرامج المنوعة والبرامج المتخصصة، كذلك تمت التغطيات الرسمية والزيارات والمؤتمرات العربية والدولية، ودخل التليفزيون في إنتاج البرامج الدرامية بالاستعانة بالكتاب البحرينيين وتم تدريب العاملين من أنباء البلاد في الإخراج الدرامي وفي كل ما تتطلبه الدراما التليفزيونية من مستلزمات..

إن الاحتفال بمرور خمسين عاماً على تليفزيون البحرين يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك قدرة أبناء البحرين على إدارة الأجهزة الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية وفي ذلك تجارب وشهادات واضحة وملموسة، ونحن نعتز ونفخر اليوم ونحن نشاهد أبناءنا وهم يتصدون لتقنية التليفزيون وما وصلت إليه الأجهزة من تطور والاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي وتطورها المذهل عاماً بعد عام وأصبح التليفزيون يعمل على مدار الساعة.

إن الاحتفال بذكرى الخمسين عاماً يؤكد إن المملكة ماضية في دعمها ومؤازرتها للأجهزة الإعلامية وبالذات الإذاعة والتليفزيون مع التأكيد على دور الصحافة التنويري في مملكة البحرين، وإن الاعتماد على الموظفين والاستعانة بالخبرات العربية والأجنبية هو قدر الإعلام الدولي في عصرنا الحاضر.

إن تجربة تليفزيون البحرين جديرة بالدراسة والتأمل والبناء عليها لأعمال ناجحة وأجهزة متطورة نطمح جميعاً لتحقيقها والسير على خطاها.
وعلى الخير والمحبة نلتقي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد