: آخر تحديث

طلاق السلطتين مرفوض

11
12
16
مواضيع ذات صلة

منكم من يقرأ مقالي اليوم وهو فرح ومبتهج لفوز مرشحه في الانتخابات ومستبشر خيراً بهذا الفوز، ومنكم من يعتصر قلبه الحزن لسقوط مرشحه الذي توقع نجاحه وكان أمله بفوزه قوياً.. ولكن الخيبة أفسدت كل آماله.

«مبروك» لكل الفائزين، من تمنيت أنا شخصياً فوزهم.. ومن العكس، وأيضاً «مبروك» لمن لا يعنيني أمرهم.. لأنهم بالنسبة لي خارج نطاق التغطية.

الآن وقبل أداء النواب الجدد القسم، نُذكرهم بأن هناك وعوداً أطلقوها بغرض دغدغة مشاعر ناخبيهم خلال الإعداد للانتخابات.. وخلال حملاتهم الانتخابية.. وعوداً أطلقوها إما باتباع أسلوب التهديد والوعيد أو الهمز واللمز، وإما بالاتهامات المبنية على الباطل والافتراء، بغرض إشعال التصفيق عند الحضور، أو من أطلق برنامجه ووعوده من خلال الطرح الرزين القابل للتطبيق.

كل هذه الوعود والشعارات مطلوب تحويلها إلى واقع جاد يصب في النهاية لمصلحة الوطن ولا شيء غيره.

نقولها بصريح العبارة وبصوت عالٍ.. قد تكون هذه المرة الأخيرة التي سيشارك فيها من قرر مقاطعة هذه الانتخابات.. ولكنه غيَّر رأيه «مشكوراً» في اللحظات الأخيرة.. استشعاراً منه بواجبه الوطني، وتجاوباً مع الحملات الواسعة التي تدعو إلى المشاركة واختيار الأفضل للوطن.. بل إن هذه الشريحة قد تكبر وتتمدد مستقبلاً إذا خابت الظنون وسقطت الآمال.

سنُصلي ليل نهار.. ألا يحدث أي تصادم، وألا يشعر من فاز بعضوية المجلس أن من حقه ممارسة صلاحياته وسلطاته بغير التعاون، بل بتفويت الفرص على أي منغصات وبأي أسلوب كان.. وقد يفكر بعض النواب بإخراج ما في داخله من نوايا يعلم الله مداها.. من خلال مواقف يجد أن من حقه التعبير عنها بأسلوبه وطريقته، وذلك في إطار وحدود دوره كنائب.

أدعو الله أن يفشل توجسي من احتمالية أن نعيش تأزيماً قادماً.. لن أحدد مستواه أو أسلوبه أو طريقته؛ لأن ذلك سيعتمد على التفهُّم لحساسية وخصوصية المرحلة المقبلة التي ستكون بالتأكيد أصعب من اليوم.

نحن كمواطنين ‏عملنا جاهدين لتغيير قناعات كثير من الناخبين الذين قرَّروا مقاطعة الانتخابات.. إما يأساً وإما إحباطاً أو عِناداً، أتمنى من كل قلبي ألَّا يلومنا هؤلاء على تغيير مواقفهم.. بسبب تكرار المشهد.

أتمنى من كل قلبي ألَّا تتحقق تخوفاتي، وأن يخيب ظني، وأن تنجو التجربة الديموقراطية المقبلة من تخوفات الكثيرين، وتحقق أمل الكويتيين بالهدوء والإنجاز.

أنا شخصياً ما زلت أؤمن بأن الديموقراطية أخذ وعطاء، وأن تجربتنا الديموقراطية في الكويت لم تُولَد كاملة، ولم تنمُ كاملة، بل هي في مخاض منذ اليوم الأول لتطبيقها‏.

نحن ما زلنا في مرحلة التصليح والتصحيح، وكل «خطأ» يجب أن نتعلم منه، وكل.. «صح» يجب أن نعززه ونفخر به.

ما أتمناه من كل قلبي مرة ثانية وثالثة وعاشرة.. ألا يتحقق توجسي، وأن أعلن انهزامي وخيبة اعتقادي.. من خلال حسن الأداء والعمل والتعاون ما بين كل الأقطاب داخل مجلس الأمة، ومن يصطف خلفهم.

لكلٍّ منهم أدواته وأذرعه، يعرف كيف يوجهها ومتى وبوجه من.. وهذا ما قد يقوِّض فرص التعاون الذي طال انتظاره.

نتمنى أن تتحلى السلطة التنفيذية برغبة صادقة في «عدم» تَحيُّن الفرص واقتناصها.. وإعلان طلاقها من السلطة التشريعية.. طلاقاً بائناً.

اللهم خيّب توجسي.. إنك قادر على كل شيء.

وهنا أخاطب السلطتين التنفيذية والتشريعة، إنقاذ الوطن عندنا بالكويت لا يكون بذراع واحدة.. فطريق المستقبل يحتاج إخلاص الطرفين معاً واجتهادهما وجديتهما، لأن دستورنا لم يفصل بين هاتين السلطتين في مسؤولية الوطن، واقعه ومستقبله.

أعضاء السلطة التنفيذية أفراد من المجتمع، وأعضاء السلطة التشريعة هم أيضاً أفراد من المجتمع، فرجاء الهدوء، لأن التروي وتحكيم العقل وتفعيل متطلبات المستقبل الناهض لكويتنا، لا تكون إلا بتعاونكم وتفانيكم لتحقيق هذا التعاون، وإلَّا فإن القادم سيكون وبالاً.. وأكثر مما تتوقعون.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد