: آخر تحديث

مسابقات الغناء.. هل هي مفيدة؟

17
16
16
مواضيع ذات صلة

لو سألت نفسي أنا كعاشقة للطرب العربي، فالجواب سيكون طبعا. كمشاهدة، هذه البرامج تسعدني وتطربني وتمتعني وتثقفني.

أكتب هذا المقال تزامنا مع النسخة السعودية من البرنامج المعروف والذي يطلق عليه الآن سعودي آيدول. أو محبوب السعودية، لكنني ومنذ أول برنامج مسابقات للمواهب شاهدناه على المستوى العربي، أستوديو الفن اللبناني والذي تخرج منه غالبية الفنانين اللبنانيين المعروفين الآن، منذ ذلك الوقت وأنا أحب تلك البرامج وأتابعها بشغف في أي مكان أعثر فيه عليها، حتى النسخ الأجنبية، التي تتحدث الإنجليزية منها.

ولا أعرف إذا كان أستوديو الفن هو أيضًا نسخة من برنامج أجنبي، وإن كنت لا أعتقد ذلك، واختلافه مع بقية البرامج ليس فقط في ذلك ولكن أيضًا في مسألة التصويت، حيث لم يكن متاحا للجمهور في ذلك الوقت أن يشاركوا في تقييم المشاركين، كان التقييم واختيار الفائزين يعتمد كلية على لجنة من عمالقة الفنانين.

كل البرامج التي أتت بعده كانت نسخًا من برامج أجنبية، وليس في ذلك عيب، فالكثير من البرامج الأجنبية الناجحة، هي أيضًا نسخ من برامج أجنبية أخرى تم جلبها واستنساخها ومن ثم ذاع صيتها ربما أكثر من البرنامج في نسخته الأصلية. العبرة بالنتيجة.

لذلك أنا سعيدة بالنسخة السعودية من برنامج سعودي آيدول. في بلد كبير وفيه الكثير من المناطق، ويحتوي على تنوع هائل في البيئة والثقافات والتراث، لا بد أن ينجح هذا البرنامج، وأحد مكونات نجاحه أنه يعرفنا نحن المشاهدين على بيئاتنا المختلفة، بطريقة فنية ممتعة ومن خلال وجوه شابة تسعى للظهور والنجاح ومتابعة أحلامها.

يفيدني هذا البرنامج من وجوه عديدة، فهو يتيح لي أن أختبر أذني، وأعرف مدى حساسيتها للغناء الجيد، يفيدني في الاستماع إلى أصوات جميلة مختلفة في طريقة أدائها، يفيدني حين أستمع إلى تعليقات الفنانين التي أتمنى أن تكون أكثر عمقا وتكثيفا وتثقيفا للمشاركين ولنا كمشاهدين، وأدرك أن المزاح والتعليقات الطريفة جزء من جماهيرية البرنامج، لكن ذلك لا يمنع أبدا من منحه أيضًا ثقلًا ثقافيا ممكنا وليس مستحيلا.

ويفيد البرنامج المشتركين حتى لو لم يفوزوا، الظهور في برنامج بهذه الأهمية هي مسألة رابحة، لو فكر فيها المغادر، لأنه حتى لو لم يستمر، من كان سيعطيه هذا الوقت، في أهم برنامج مسابقات سعودي، يتابعه الملايين، هذه دعاية مجانية، ربما وجد من خلالها فرصته التي يبحث عنها.

تحية إلى كل البرامج التي تمتعنا، وتحية إلى سعودي آيدول الذي نتعرف فيه على شبابنا وأصواتهم الجميلة.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد