: آخر تحديث
ترحيب دولي واسع مع دعوات لضمان استدامة اتفاق وقف إطلاق النار

الجيش اللبناني يستعد للانتشار جنوبًا: عودة النازحين وسط التحذيرات

3
3
3

 

إيلاف من بيروت: أعلن الجيش اللبناني، صباح اليوم الأربعاء، أنه يتخذ "الإجراءات اللازمة" لاستكمال انتشاره في جنوب البلاد بعد بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. وأكد الجيش في بيانه أنه يعمل على تنفيذ تكليف الحكومة اللبنانية بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وفق إطار القرار 1701.

وأشار الجيش إلى أهمية الالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة، داعيًا النازحين من البلدات الحدودية إلى التريث في العودة انتظارًا لانسحاب القوات الإسرائيلية.

وجاء في البيان: "مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، يعمل الجيش على اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال الانتشار في الجنوب". كما أضاف: "تدعو قيادة الجيش المواطنين إلى التريّث في العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التي توغلت فيها قوات العدو الإسرائيلي بانتظار انسحابها وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار".

الذخائر غير المنفجرة

شدد الجيش على أهمية توخي الحذر عند العودة إلى المناطق الجنوبية بسبب خطر الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة التي خلفها الجيش الإسرائيلي. ودعا الأهالي العائدين إلى اتباع الإرشادات للحفاظ على سلامتهم.

تدفق النازحين 

ما إن بدأ سريان وقف إطلاق النار حتى بدأت سيارات النازحين بالتوجه إلى قرى وبلدات جنوب لبنان، رغم تحذيرات الجيش اللبناني والإسرائيلي. وذكر مراسلون أن حركة السير كانت نشطة على الطرق المؤدية إلى الجنوب، حيث عادت مئات العائلات إلى مناطقها بعد نزوح طويل.

مدينة النبطية، التي تعرضت لدمار شبه كامل، شهدت عودة كثيفة للأهالي، بالإضافة إلى قرى قضاء صور وصيدا. وأظهرت الصور مشاهد لسيارات محملة بالأغراض الشخصية وهي تتوجه إلى مناطق عدة كانت قد شهدت نزوحًا كبيرًا أثناء الحرب.

في الضاحية الجنوبية لبيروت، بدأت الآليات بإزالة الركام، ما يرمز إلى أولى خطوات التعافي بعد أشهر من التصعيد.

تفاؤل وتحديات

الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ صباح اليوم يتضمن وقفًا مبدئيًا للقتال لمدة شهرين، مع شروط واضحة تتطلب من حزب الله إنهاء وجوده المسلح في جنوب لبنان، بينما تلتزم القوات الإسرائيلية بالانسحاب إلى الجانب الآخر من الحدود.

رسائل تحذيرية

رغم الهدنة، وجه الجيش الإسرائيلي تحذيرًا عاجلًا إلى سكان جنوب لبنان عبر المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي. ودعا النازحين إلى عدم الاقتراب من المناطق التي ما زالت القوات الإسرائيلية متمركزة فيها. وأكدت إسرائيل أنها ستهاجم أي خرق للاتفاق، مشيرة إلى أن القوات ستظل منتشرة في مواقعها حتى الانسحاب الكامل.

تهدئة مؤقتة؟

يُنظر إلى وقف إطلاق النار كخطوة كبيرة لإنهاء 14 شهرًا من القتال، إلا أن تساؤلات كثيرة تُطرح حول إمكانية صموده في ظل التوترات الإقليمية. ومع انتشار الجيش اللبناني وعودة النازحين، يبقى الوضع معقدًا بانتظار استكمال تطبيق الاتفاق ومراقبته من قبل اللجنة الدولية بقيادة الولايات المتحدة.

أبرز ردود الفعل

التفاهم الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله قوبل بترحيب واسع. ومع دعوات مستمرة لضمان استدامة الهدنة، تُطرح تساؤلات حول قدرة الأطراف المختلفة على الالتزام ببنود الاتفاق وسط التوترات الإقليمية المستمرة. وفي ما يلي ابرز ردود الفعل العربية والدولية على الاتفاق

بايدن: "التفاهم خبر سار"
الرئيس الأميركي جو بايدن أشاد بالاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في الساعة الرابعة فجر اليوم الأربعاء، واصفًا إياه بأنه "خبر سار". وأكد بايدن في بيان مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الاتفاق يهدف إلى "حماية إسرائيل من تهديد حزب الله المدعوم من إيران" وتوفير الظروف لاستعادة الهدوء الدائم.
وقال بايدن وماكرون إن الاتفاق "سيوفر الظروف اللازمة لعودة السكان في البلدين بأمان إلى منازلهم على جانبي الخط الأزرق"، معتبرين أن الجهود التي بذلت للتوصل إلى هذا التفاهم تمثل نموذجًا للدبلوماسية الدولية.
وشدد بايدن على التزام واشنطن، بدعم من فرنسا وحلفائها، بضمان التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، مؤكدًا أن "سكان قطاع غزة أيضًا يستحقون وضع حد للنزاع الذي عانوه".

ميقاتي: "خطوة أساسية نحو الاستقرار"
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وصف الاتفاق بأنه "خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان". وقال ميقاتي في بيان: "هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار يعتبر خطوة أساسية لعودة النازحين إلى قراهم ومدنهم".
وأضاف ميقاتي أن الحكومة اللبنانية ملتزمة بتطبيق القرار الدولي 1701، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).

نتانياهو: "الاتفاق يعزز تركيزنا على إيران"
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعرب عن تقديره لجهود الرئيس الأميركي جو بايدن في التوصل إلى الاتفاق. وأكد خلال اتصال هاتفي مع بايدن، أن إسرائيل تحتفظ بـ"حرية التحرك العسكري" في لبنان.
وقال نتانياهو: "بالاتفاق الكامل مع الولايات المتحدة، إذا انتهك حزب الله التفاهم وحاول إعادة التسلح، سنهاجم". وأضاف: "الاتفاق يساعدنا على تركيز جهودنا على التهديد الإيراني، ويسهم في عزل حركة حماس".
وأشار نتانياهو إلى أن هذا التفاهم يتيح لإسرائيل "تعزيز الضغوط على حماس لتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة".

إيران: "وقف العدوان"
إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قال في بيان رسمي إن إيران "ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان"، معتبرًا أن الخطوة تمثل "وقفًا للعدوان الإسرائيلي".

ترحيب أوروبي واسع
ألمانيا:
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك وصفت الاتفاق بأنه "شعاع أمل"، مشددة على ضرورة توفير أمان مستدام للسكان على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
بريطانيا: رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر رحب بالاتفاق، معتبرًا أنه "خطوة طال انتظارها" لتخفيف معاناة المدنيين. ودعا إلى تحويل الهدنة إلى حل سياسي دائم.
الاتحاد الأوروبي: رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لايين وصفت التفاهم بأنه "نبأ مشجع للغاية"، مشيرة إلى أنه يعزز الأمن الداخلي في لبنان ويقلص نفوذ حزب الله.
الأمم المتحدة: "اتفاق مفصلي"
جانين بلاسخارت، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، أكدت أن الاتفاق يمثل "نقطة انطلاق لعملية طويلة ومعقدة"، مشيرة إلى أن استدامة الهدنة تتطلب جهودًا مكثفة من جميع الأطراف.

سويسرا وهولندا تدعوان لاحترام القانون الدولي
سويسرا:
دعت وزارة الخارجية السويسرية جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي وإعطاء الأولوية للدبلوماسية، مشيرة إلى أن "الوقت حان لإنهاء معاناة المدنيين".
هولندا: رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف أكد أن الاتفاق يمثل خطوة مهمة، لكنه دعا إلى تهدئة الوضع في غزة والإفراج عن الرهائن هناك.


وزير الدفاع الأميركي: "الهدنة انتصار للدبلوماسية"
رحب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بالاتفاق، معتبرًا أنه "خطوة دبلوماسية تضع حدًا للعنف والدمار"، وتتيح للمدنيين اللبنانيين والإسرائيليين العودة بأمان إلى منازلهم.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار