إيلاف من تل أبيب: يوشك الجيش الإسرائيلي على إنهاء استعداداته لتنفيذ ما يسميه بـ"مناورة برية" في جنوب لبنان على الرغم من عدم اتخاذ قرار حاسم من القيادة السياسية في إسرائيل، بحسب موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي.
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن إعادة سكان الشمال الإسرائيلي إلى منازلهم تتطلب تدمير البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان وإبعاده بشكل فعلي عن المنطقة.
تجهيز القوات الإسرائيلية
وقالت المصادر إن تجهيز القوات الإسرائيلية على "المناورة البرية" شمل جمع المعلومات الاستخباراتية الدقيقة عن الاستعدادات والإمكانيات العسكرية لحزب الله، خاصة قوة الرضوان، ووضع خطط عملياتية جديدة تتواءم مع التغيرات الميدانية في جنوب لبنان والقوة البشرية لحزب الله.
كما وضعت شعبة العمليات بالجيش الإسرائيلي خططاً لتدبير قوات تكون تحت تصرف القيادة العسكرية في الشمال ومناطق أخرى، بما في ذلك وضع قوات في حالة تأهب تحسباً لأي تدهور ميداني، بالإضافة إلى الربط الدقيق بين سلاح الجو الإسرائيلي والقوات البرية والاستخبارات لدعم المناورة البرية عبر قصف مصادر النيران والمواقع العسكرية في الوقت المناسب.
وأضافت المصادر الإسرائيلية أن تعزيز احتمالات القيام بالتوغل البري في جنوب لبنان جاء بعد الضربات المركزة والكثيفة التي نفذتها إسرائيل ضد قيادات حزب الله ومراكز عملياته، بما أتاح فرصة سانحة لاستغلال الانفصال النسبي بين قيادة التنظيم وقياداته الميدانية وصعوبة نقل الأوامر والتعليمات، بالإضافة إلى الخبرات القتالية التي اكتسبتها القوات الإسرائيلية من الحرب في غزة والتدريبات على حدود لبنان.
وقالت المصادر إن ثمة إجماع داخل قيادة الجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية على أن "المناورة البرية" بجنوب لبنان باتت "مسألة وقت" فقط، بدعوى أنها مهمة، ليس فقط لتدمير أهداف هناك، وإنما لبث رسالة إلى الشرق الأوسط عن "قوة وعظمة الجيش الإسرائيلي"، بحسب تعبير المصادر الإسرائيلية.
معركة إسرائيل وحزب الله
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن إسرائيل منذ خوضها الحرب ضد "حزب الله" في عام 2006، كانت تعد بقوة لصراع كبير آخر مع الجماعة المسلحة، إذ استثمرت في وقتها ومواردها للتحضير لذلك.
وقالت كارميت فالينسي، كبيرة الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن "جزءاً كبيراً من تركيزنا انصرف إلى الإعداد للمواجهة مع حزب الله"، مضيفة: "لقد أهملنا نوعاً ما الساحة الجنوبية وتطور الأوضاع في غزة".
وتركت سلسلة الهجمات الإسرائيلية في لبنان، على مدى الأسبوعين الماضيين، "حزب الله" في حالة من الصدمة بشأن قدرة إسرائيل على اختراق الجماعة.
وكانت الآلاف من أجهزة النداء "البيجر" واللاسلكي التابعة للحزب قد انفجرت تقريباً في وقت واحد في أيام متتالية من الأسبوع الماضي، ما أسفر عن سقوط العشرات وإصابة آلاف آخرين.
وبعد ذلك بفترة وجيزة، أسفرت غارات جوية على بيروت عن اغتيال قيادات بارزة في الصفين الأول والثاني بقيادة الجماعة، وصولاً إلى اغتيال الأمين العام حسن نصرالله مع مجموعة أخرى من قيادات الحزب.
نقل الحرب للعدو
وأرجع المدير السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي أفنر جولوف، الذي يعمل حالياً مع MIND Israel، وهي مجموعة استشارية متخصصة في مجال الأمن القومي، نجاح إسرائيل أمام "حزب الله"، مقابل إخفاقها أمام "حماس" إلى أن "الأجهزة الأمنية في البلاد أفضل في الدفاع مما هي عليه في الهجوم".
وقال إن "جوهر عقيدة الأمن الإسرائيلية هو نقل الحرب إلى أرض العدو، وفي حالة غزة كان الأمر مختلفا تماماً.. لقد أُخذنا على حين غرة، ومن ثم حدث الإخفاق".
وراقبت إسرائيل عملية بناء ترسانة "حزب الله" منذ أن وقع الجانبان على هدنة في عام 2006 بعد حرب استمرت لشهر.
وفي ذلك الوقت شعر كثيرون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بخيبة أمل نتيجة أداء الجيش في الحرب، حيث فشل في إلحاق أضرار جسيمة بالحزب، الذي بدأ في إعادة ترتيب أوضاعه بالجنوب.
ونتيجة لذلك، سعى الجيش إلى فهم "حزب الله" على نحو أفضل، وإضعاف الدعم العسكري والمالي الذي تقدمه إيران للجماعة، بما في ذلك من خلال سلسلة من الضربات الجوية في سوريا، أصبحت تُعرَف باسم "الحرب بين الحروب".
وقالت فالينسي، كبيرة الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي، إن هناك "خطراً" يتمثل في أن تدفع النجاحات التي تحققت مؤخراً بإسرائيل إلى "الإفراط في الثقة"، مشيرة إلى أن غزو لبنان بقوات عسكرية قد يمنح "حزب الله" الفرصة لإظهار تفوقه العسكري على الأرض