إيلاف من لندن: حقق حزب العمال البريطاني انتصاراً ساحقاً في الانتخابات العامة، وأصبح زعيمه كير ستارمر رئيساً للوزراء، منهياً فترة حكم المحافظين التي شهدت خمسة قادة مختلفين. في هذا السياق، تعبر الصحفية الشابة إيزابيل بروكس في مقال نشرته صحيفة الغارديان عن رؤيتها لجيلها وما يعانيه من فقدان الإيمان بالسياسة.
تقول بروكس إن جيلها لا يتذكر آخر مرة كان فيها حزب العمال في السلطة، وأنها منذ عهد رئيس الوزراء العمالي جوردون براون شعرت بـ"كرهها للسياسة". وتوضح أن جيلها فقد الأمل وأصبح يشعر باللامبالاة تجاه الانتخابات، بسبب ما وصفته بـ"ضآلة التغيير" الذي قد تُحدثه في حياتهم بعد سنوات من "الانحدار المستمر".
تستعرض بروكس تأثير سياسة التقشف التي عرفها جيلها خلال حكم المحافظين، مشيرة إلى أن رؤساء الوزراء المحافظين تركوا وراءهم "فوضى أكبر من التي بدأوا بها عهدهم". وتستند إلى إحصاءات تبيّن أن 12% من الناس في عام 2008 كانوا يعتقدون أن الشباب سيكونون أسوأ حالاً من آبائهم، فيما ارتفعت النسبة الآن إلى أكثر من 40%.
تنتقد بروكس سياسة رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك لدعمه المستمر لبنيامين نتنياهو والأمن الإسرائيلي، حتى بعد مقتل 14 ألف طفل. وتتناول القضايا المحلية مثل "أزمة الإيجار" و"حالة الطوارئ المناخية"، مؤكدة أن السياسة الدولية لبريطانيا لم توفر "مرساة للأمل أو الحياة الطبيعية".
تكشف دراسة أجريت عام 2020 عن أن الأجيال الأصغر سناً في جميع أنحاء العالم الغربي "أكثر استياءً بسبب الأداء الديمقراطي بالمقارنة بكبار السن"، ما يعزوه الباحثون إلى "الفجوة المتزايدة بين الأجيال في فرص المعيشة".
تعبر بروكس عن شكوكها في قدرة حزب العمال على استغلال الفرصة الحالية للقيام بعملية "إعادة هيكلة جذرية للدولة"، مما يزيد من إحباط الشباب في بحثهم عن شيء يؤمنون به. وتقول إن الشباب باتوا بمعزل عن حزب العمال بسبب "نهجه الجبان تجاه فلسطين والبيئة والاقتصاد، وموقفه الوحشي من الشرطة وحقوق العابرين جنسياً".
تحذر بروكس من أن استمرار حزب العمال في "عرض المشهد القديم الممل" لن يثير اهتمام الناس بالسياسة الرسمية، وبالتالي ستستمر حكومة حزب العمال في مسارها دون تأثير كبير، مما قد يمهد لما هو أسوأ في المستقبل.