تعهّد رئيس القضاء الإيراني بتقديم المسؤولين عن مقتل القائد العسكري الإيراني البارز، قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة جوية أمريكية في العراق العام الماضي، إلى العدالة.
وفي ظهور إعلامي نادر في 3 يناير/كانون الثاني, أجرى رئيس السلطة القضائية الإيرنية، إبراهيم رئيسي، مقابلة لمدة 70 دقيقة على قناة المنار اللبنانية الموالية لحزب الله، حدّد خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشخصية رئيسية وراء الاغتيال، وقال إنه سيٌحاكم سواء كان "رئيساً للولايات المتحدة أم لا".
وفي الذكرى الأولى لاغتيال سليماني، تحدث رئيسي بشكل مطول، مشيداً بإنجازات الجنرال المقتول وصفاته الشخصية.
وشبه رئيس السلطة القضائية الإيرنية، الإرث الدائم لسليماني بإرث مؤسس حزب الله اللبناني عباس الموسوي، قائلاً إنّ الولايات المتحدة توقعت أن ينهي اغتياله نفوذه في المنطقة وانهيار "حركة المقاومة". لكن رئيسي قال إن ذلك فعل العكس.
وقال: "في رأينا إنّ سليماني الشهيد، أخطر من سليماني الحي".
وأشار رئيسي إلى أن القضاء الإيراني حدد هوية جميع المتورطين في الضربة القاتلة التي راح ضحيتها الجنرال، وأنه تم تعيين محكمة لمتابعة نتائج المحاكمات.
وطلبت إيران من الإنتربول إصدار "نشرة حمراء" لترامب و47 مسؤولاً أمريكياً آخرين لاستهداف سليماني وقتله.
وقال رئيسي للقناة إنّ "عملية الاغتيال التي رعتها الدولة نفذتها الحكومة الأمريكية المجرمة".
وأضاف أنّ "رئيس الوزراء العراقي أعلن رسمياً أنّ قاسم (سليماني) كان ضيفاً، وبينما كان ضيفاً لدى دولة العراق، اختارت الولايات المتحدة اغتياله".
وقال رئيسي: "هذه الجريمة تتعارض مع جميع القوانين الدولية وحقوق الإنسان. هذه جريمة يمكن ملاحقة مرتكبيها. كل من أصدر الأوامر بهذه الجريمة ومن نفذها، وكذلك من بادر بها ومن ساعد هؤلاء يمكن أن يحاسبوا جميعاً".
وأشار إلى أنّ "هذه المحاكمة ستمضي قدماً سواء كان ترامب رئيساً للولايات المتحدة أم لا، لأنه ارتكب جريمة".
وذكر رئيسي أنه اتفق مع رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي، فائق زيدان، على متابعة الأمر بالاشتراك مع العراق.
وانتقد رئيس السلطة القضائية الإيرنية "عدم وجود محاكم دولية عادلة" لمتابعة القضية، قائلاً إنّ لاهاي، مقرّ المحكمة الجنائية الدولية، تخضع لـ "نظام هيمنة"، ممّا يعني أنها متحيزة ضد إيران.
ومع ذلك، ناشد رئيسي الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان الأخرى اتخاذ إجراءات ضد منفذي الضربة الجوية.
وقالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالات القتل خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامارد، في تقرير صدر العام الماضي إنّ الهجوم الأمريكي الذي استهدف وقتل سليماني ينتهك القانون الدولي. ورفضت الولايات المتحدة ما جاء في التقرير واتهمت كالامارد "بإعطاء الضوء الأخضر للإرهابيين".
ويعتبر توقيت مقابلة رئيسي هاما، بالنظر إلى أنه لم يعقد مؤتمراً صحفياً واحداً منذ تعيينه رئيساً للسلطة القضائية في مارس/آذار 2019، ولم يظهر سوى في مقابلة تلفزيونية واحدة من قبل، كانت في يونيو/حزيران 2020.