إيلاف من بيروت: تسابق المسؤولون الإيرانيون إلى إعلان النية الواضحة لمحاسبة إسرائيل على قتلها الضابط الكبير في الحرس الثوري رضي الموسوي في سورية.
في معرض الحديث الإيراني عن الانتقام، بثت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية مقطعًا مصورًا عنوانه "عزرائيل ينتظر نتنياهو بعد أن قتل رفيق قاسم سليماني في سوريا"، ويتضمن محاكاة لاجتماع للكابينيت الإسرائيلي، يحضره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وضباط كبار في الأركان، وتظهر قنبلة مزروعة تحت طاولة نتنياهو.
هذا ليس تهديدا
— وكالة مهر للأنباء (@mehrnewsarabic) December 25, 2023
عزرائيل ينتظر #نتنياهو وكبار القادة العسكريين في الكيان الصهـ..يوني بعد استـ..شهاد #سيد_رضي_الموسوي، رفيق درب الشـ,ـهيد القائد الحاج #قاسم_سليماني هناك أحداث تجري في هذه الأثناء...
هذا ليس تهديدا عزرائيل ينتظركم pic.twitter.com/q1FIabsKoV
ففي عصر الإثنين 25 ديسمبر، استهدفت صواريخ إسرائيلية موقعين لحزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية في منطقة السيدة زينب بمحافظة ريف دمشق، ودوت انفجارات عنيفة وتصاعدت أعمدة الدخان من مزرعتين قرب إدارة الحرب الإلكترونية التابعة للنظام السوري، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى الموقعين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي تفصيل لدور الموسوي اللوجستي، تقول المعارضة الإيرانية إن رواتب الحشد الشعبي العراقي وعناصر حزب الله تأتي من مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، "ويُنقل المال إلى سورية بواسطة الحرس الثوري بشكل نقدي، وفي المطار يحوّل إلى عملاء فيلق القدس ومن ثم إلى العميد الحرسي سيد رضي موسوي، ممثل قوات فيلق القدس في سفارة النظام الإيراني، وهو يقوم بعدها بتوزيع هذه الأموال بين مسؤولي قوات فيلق القدس"، وفقًا لما أوردته "العربية".
وأشارت وكالة إرنا الرسمية الإيرانية ووكالة تسنيم الى أن الموسوي أحد أقدم مستشاري الحرس الثوري في سورية، "وأحد رفاق القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية في بغداد في يناير 2020.
سيدفعون الثمن
قدم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تعازيه في وفاة موسوي، قائلا إن إسرائيل "ستدفع ثمن هذه الجريمة"، مضيفًا: "لا شك في أن هذه الخطوة هي علامة أخرى على الإحباط والضعف والعجز لدى النظام الصهيوني الغاصب في المنطقة".
شهادت مستشار ايرانی مبارزه با تروريسم در سوریه، آقای سیدرضی موسوی را به خانواده محترم ایشان و دو ملت ایران و سوریه، صمیمانه تسلیت میگویم.
— H.Amirabdollahian امیرعبداللهیان (@Amirabdolahian) December 25, 2023
این شهید بزرگوار سالها در کنار شهید حاج قاسم سلیمانی برای تامین امنیت ایران و منطقه علیه تروریستها دلیرانه مبارزه کرد.
تلآویو منتظر…
وغرد وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان على منصة "أكس" قائلًا: "استشهاد المستشار الإيراني لمكافحة الإرهاب في سوريا السيد سيد رضي موسوي، أتقدم بخالص التعازي لعائلته الكريمة وللشعبين الإيراني وسوريا. ناضل الشهيد الكريم بشجاعة لسنوات عديدة إلى جانب الشهيد الحاج قاسم سليماني لضمان أمن إيران والمنطقة ضد الإرهابيين".
وختم تغريدته بالقول: "تل أبيب تنتظر العد التنازلي الصعب".
وقال حسين أكبري، سفير إيران في سورية، لوكالة مهر الإيرانية: "تم استهداف منزل الموسوي بثلاثة صواريخ، دمرت المبنى. وعثر على جثمان الشهيد في الساحة الخارجية".
وفي بيان أصدره الحرس الثوري الإيراني الاثنين، قال إن إسرائيل ستدفع ثمن الجريمة غاليًا، "فالشهيد كان من ملازمي الشهيد الحاج قاسم سليماني، وكان مسؤول الدعم اللوجستي لجبهة المقاومة في سوريا".
إلى ذلك، وصف العميد رضا طلائي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، اغتيال الموسوي بأنه "انتهاك واضح لسيادة سورية ويأتي في إطار زعزعة أمن المنطقة"، مؤكدًا أنها جريمة تستحق العقاب، "وعلى الصهاينة أن ينتظروا دفع الثمن".
كما أصدر حزب الله بياناً جاء فيه أن "العدو الصهيوني ارتكب بعد ظهر الإثنين جريمةً جديدة تُضاف إلى سجلّ جرائمه واعتداءاته وهي جريمة اغتيال الأخ العزيز العميد السيد رضي الموسوي في سوريا والذي كان يعمل مستشارًا عسكريًا هناك، وإنّنا نعتبر هذا الاغتيال اعتداءً صارخًا ووقحًا وتجاوزًا للحدود".
استعداد إسرائيلي
إسرائيليًا، تستعد تل أبيب لرد محتمل من جبهة لبنان على اغتيال الموسوي. وقد توجه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى شمال إسرائيل، حيث تحدث عن عدم السماح بعودة الوضع على الحدود اللبنانية لما قبل 7 أكتوبر، وعن إبعاد مقاتلي حزب الله عن الخط الحدودي.
أضاف غالانت: "نضرب حزب الله بشكل قاسي جدًا، وقد سقط له نحو 150 قتيلًا، واستهدفنا الكثير من مواقعه، وقد تم إبعاد مقاتليه عن الخط الحدودي بشكل كبير إلى داخل لبنان، وسلاح الجو يحلق بشكل حر فوق لبنان، وسنزيد كل هذه الجهود".
وعن عودة سكان البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية إلى منازلهم التي أخلوها مع بداية الحرب على غزة، قال غالانت: "لإعادة المواطنين إلى الشمال، ثمة طريقان: إما أن يتم اتخاذ إجراء توافقي نحن مهتمون به وفي إطاره سيتم إنشاء وضع مختلف، وإما ينشأ واقع مختلف نتيجة النشاط العسكري".