حرب غزة أدت إلى تطور ديناميكيات الاشتباكات بين الأردن ومهربين من سوريا، وأجبرت المحاولة الأخيرة لاختراق الحدود طيران المملكة الهاشمية على شن هجمات عنيفة على الجنوب السوري
إيلاف من بيروت: فجر الإثنين 18 ديسمبر الجري، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات من حرس الحدود الأردنية ومجموعات مسلحة على الحدود الأردنية السورية، في منطقة مسؤولية المنطقة العسكرية الشرقية. وأعلن مصدر عسكري أردني مسؤول حينها أن الاشتباكات أحبطت تهريب كميات كبيرة من المخدرات و"الأسلحة الأتوماتيكية والصاروخية"، مؤكدًا دحر المجموعات المسلحة إلى الداخل السوري.
في اليوم التالي، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران الحربي الأردني نفذ غارات جوية استهدفت "منطقة تنطلق منها عمليات تجار المخدرات المقربين من حزب الله اللبناني والأجهزة الأمنية السورية" في السويداء ودرعا.
إشارات واضحة
يبدو أن الأمر يتجاوز مسألة تهريب المخدرات. ففي مقالة كتبها إيغور سوبوتين، ونشرتها "نيزافيسيمايا غازيتا"، وترجمها وقع روسيا اليوم، ثمة إشارات واضحة إلى أن هذه الاشتباكات متعلقة بالحرب في غزة. يقول سوبوتين إن هذه الحرب أدت إلى تطور ديناميكيات الاشتباكات الحدودية بين الأردن ومهربين من سوريا، "وأجبرت المحاولة الأخيرة لاختراق الحدود طيران المملكة الهاشمية على شن هجمات شديدة على الجنوب السوري. فقد عثر على مهاجمين، كما تقول عمان، مدعومين بشكل مباشر من تشكيلات موالية لإيران، ومعهم قاذفات صواريخ".
ثمة مسؤول استخباراتي أوروبي يقول إن الأسلحة التي وجدتها عمان مع المتسللين "كان يمكن أن تكون مخصصة للاستخدام ضد أهداف خفية مثل إسرائيل، التي يشترك معها الأردن بحدود طويلة". فمنذ بداية الحرب في غزة، نشرت القوات المسلحة الأردنية قوات إضافية للرد السريع في المناطق المتاخمة لسوريا، تحسبًا لتسلل محتمل لمسلحين إيرانيين، "يشتبه في استعدادهم لتحويل الأراضي الأردنية إلى نقطة انطلاق لهجمات على مواقع إسرائيلية"، كما يرد في المقالة.
تغير جذري
يقول سوبوتين: "يدرك اللاعبون الدوليون أن محاولة اختراق الحدود الأردنية هذه مؤشر على أن قواعد اللعبة في مسرح العمليات تغيرت جذريًا. ففي حين اعتاد المهربون شن هجمات متفرقة على الحدود أو إطلاق طائرات مسيرة تحمل مهربات، فالحديث الآن يدور عن هجمات واسعة النطاق. علاوة على ذلك، تقول مصادر أمنية عربية إن الفصائل الشيعية المدعومة من إيران ابتعدت الآن عن الأدوار الثانوية المتمثلة بتقديم معلومات استخباراتية لتجار المخدرات، وتحوّلت إلى القتال النشط".
وبحسبه، يقول خبراء من مراكز الفكر الغربية إن الوضع العام يشير إلى "انهيار فعلي لعملية تطبيع العلاقات مع النظام في دمشق، إذ كان أحد شروط اندماج سوريا في العالم العربي منعها فورًا تهريب المخدرات إلى بلدان أخرى في المنطقة، والتي غالباً ما شكلت الأراضي الأردنية معبرا لها خلال هذه السنوات".
المصدر: "روسيا اليوم"