: آخر تحديث
بعد "انعزالهم عن العالم"

أهالي المحاصرين في كنيسة العائلة المقدسة في غزة يخشون على سلامة أقاربهم

21
17
20

يعيش مدنيون محاصرون داخل كنيسة العائلة المقدسة في غزة وضعا "غير طبيعي" وُصف بالمخيف، بحسب إحدى أقارب عائلة فلسطينية تحتمي داخل المكان.

وتقول فيفي سابا، شقيقة إحدى هؤلاء المحاصرين داخل الكنيسة، إن الناس يخافون من الخروج تحسبا لإطلاق النار عليهم.

وكانت بطريركية القدس للاتين قد أعلنت، يوم السبت الماضي، مقتل سيدتين داخل الكنيسة بنيران قناص.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم يعثر على دليل يشير إلى تورط جنوده في الحادث.

وقالت سابا، وهي مسيحية من غزة تنتمي إلى الطائفة الكاثوليكية وتعيش حاليا في الولايات المتحدة، لبرنامج "توداي" لإذاعة بي بي سي 4 إنها تشعر بقلق على شقيقتها وصهرها وطفليهما، البالغين من العمر 9 و12 عاما، بعد أن أصبحوا محاصرين هناك.

وأضافت أنها كانت تعرف أخبارهم عن طريق أحد أفراد الأسرة، الذي كان يتواصل مع شقيقتها مرة واحدة يوميا.

وقالت: "إنهم محبوسون داخل الكنيسة. لا يستطيعون رؤية الشارع، وفي معظم الأوقات هم معزولون عن العالم. هواتفهم ليست معهم، ولا يوجد لديهم خدمة إنترنت، ولا يعرفون الأخبار".

وأضافت سابا أن شقيقتها كانت تسأل في بعض الأحيان عما يحدث في الخارج، وكانت تسمع دوي القنابل فوق رؤوسهم.

وقالت: "الخوف الذي يعيشونه غير طبيعي".

ويخشى مسيحيون في غزة من البقاء وسط الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت سابا إنها تلقت رسالة تقول فيها شقيقتها إن "الوضع صعب للغاية".

وأضافت: "اكتشفت في وقت لاحق من ذلك اليوم أنها (شقيقتها) عندما قالت إن الوضع صعب للغاية، كانت تشهد مقتل السيدتين في الكنيسة".

وقالت سابا إن الأسرة قضت "ساعتين" مختبئة في مستوى الانبطاح على الأرض داخل الكنيسة، لأنهم "اعتقدوا أن الإسرائيليين كانوا يطلقون النار على أي شيء يتحرك".

وأضافت: "يخافون من الذهاب إلى الحمام، لأن السيدتين أُطلق عليهما الرصاص أثناء محاولتهما الذهاب إلى الحمام"، وقالت إن المياه انقطعت عن الكنيسة لعدة أيام.

كما تضيف سابا أن الطعام شحيح للغاية، وظل المحاصرون يتناولون المعكرونة المسلوقة لمدة ثلاثة أسابيع.

وقالت: "أعتقد أنهم لم يتناولوا أي طعام خلال اليومين الماضيين".

وكانت بطريركية القدس للاتين قد أعلنت يوم السبت أن سيدتين مسيحيتين، ناهدة وابنتها سمر، قُتلتا بالرصاص أثناء سيرهما إلى مبنى داخل أسوار الدير المعروف بدير الراهبات.

وقال بيان: "سقطت إحداهما أثناء محاولتها إنقاذ الأخرى"، كما أصيب سبعة أشخاص بالرصاص أثناء "محاولتهم مساعدة غيرهم داخل أسوار الدير" يوم السبت.

وقالت البطريركية إنه لم يسبق ذلك أي تحذر أو إشعار، وأضافت: "أُطلقت النار عليهم بدم بارد داخل مبنى الدير حيث لا يوجد أي مقاومة".

وأضافت أن دبابة إسرائيلية أطلقت في وقت سابق من يوم السبت النار على دير راهبات الأم تريزا (مرسلات المحبة) الذي كان يؤوي ما يزيد على 54 شخصا من ذوي الإعاقة.

وذكر بيان أن النيران تسببت في نشوب حريق أدى إلى تدمير مولد كهربائي بالمبنى، يعد المصدر الوحيد للطاقة، مما حال دون وصول بعض ذوي الإعاقة إلى أجهزة التنفس التي يحتاجها بعضهم للبقاء على قيد الحياة.

خريطة لموقع كنيسة العائلة المقدسة
BBC

وقال الجيش الإسرائيلي، ردا على بيان البطريركية، إنه يأخذ "المزاعم المتعلقة بإلحاق الضرر بالمواقع الحساسة بمنتهى الجدّية".

وأضاف أنه خلال حوار بين الجيش الإسرائيلي و"ممثلي المحليات، لم ترد أي تقارير عن قصف الكنيسة أو إصابة أو قتل مدنيين".

وأضاف الجيش: "مراجعة نتائج العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي تدعم ذلك".

واتصلت بي بي سي بالجيش الإسرائيلي للحصول على مزيد من التعليقات على اتهامات إطلاق النار العشوائي.

وليس واضحا حتى الآن سبب استهداف الكنيسة، بيد أن سابا تقول إنها لا تعتقد أن مقاتلي حماس كانوا بالداخل، كما أن شقيقتها لم تتحدث عن وجودهم.

وأضافت: "شاهدنا على مدار 72 يوما الماضية كيف نُفذت هجمات استهدفت مستشفيات، فضلا عن مهاجمة مدارس، ومكتبات، وسواق، ومخابز".

وقالت: "أجد صعوبة في تصديق إذا كانت هذه هي الرواية التي يروجونها".

وقالت ليلى موران، عضوة البرلمان البريطاني، لبي بي سي إن أفراد من عائلتها، وهم مسيحيون فلسطينيون، محاصرون داخل الكنيسة، بعد أن لجأوا إليها طلبا للحماية في أعقاب قصف منزلهم خلال الأسبوع الأول من الحرب.

وأضافت: "لست متأكدة الآن إذا كانوا سيبقون على قيد الحياة حتى احتفالات عيد الميلاد"، وقالت إنه لم يعد بإمكانهم الحصول على طعام أو ماء.

وقال أفراد الأسرة إن جنودا دخلوا إلى مجمع الكنيسة خلال الـ 24 ساعة الماضية واستولوا على غرفة في أحد المباني.

وأرسلت الأسرة صورة، اطلعت عليها بي بي سي، لجثتين في أحد الشوارع خارج مبنى الكنيسة، ويقول أقارب موران إن الجثث تتحلل منذ أيام.

وقالت موران إنه لا يوجد أي تفسير وراء استهداف جنود إسرائيليين الكنيسة، فضلا عن عدم إرسال أي تحذيرات أو إشعارات للأشخاص الذين يحتمون بها.

وأضافت: "يبدو الأمر وكأنه سخرية من الحفاظ على سلامة المدنيين".

وتقول إسرائيل إنها تنفذ عمليات عسكرية في غزة تهدف إلى "القضاء" على حماس وإنقاذ الرهائن الذين احتجزتهم الحركة في أعقاب هجمات شنتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول، كما أعلن الجيش مرارا أنه لا يستهدف مدنيين.

وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن ما يزيد على 18,700 شخص قتلوا وأصيب 50,000 في القطاع منذ بداية الحرب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار