بيروت: قتل ثلاثة أشخاص بينهم عنصران في حزب الله الجمعة بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان، مع تجدد تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين الدولة العبرية والحزب الذي تبنى هجمات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية.
وأتى تبادل إطلاق النار على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بعد ساعات من انتهاء هدنة استمرت سبعة أيام بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وقال حزب الله في بيان "تزفّ المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد وجيه شحادة مشيك (يحيى) من بلدة وادي أم علي في البقاع (في شرق لبنان)، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس".
وكان الحزب نعى في وقت سابق "الشهيد المجاهد محمد حسين مزرعاني من بلدة حولا في جنوب لبنان... شهيداً على طريق القدس".
ويستخدم الحزب المدعوم من إيران والحليف لحركة حماس الفلسطينية، عبارة "ارتقى شهيدا على طريق القدس" للإشارة الى مقاتليه الذين قضوا بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد بين الطرفين عقب اندلاع حرب غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
تجدد القصف المعادي
وأفاد مصدر مقرب من الحزب وكالة فرانس برس أن مزرعاني قُتل مع والدته في منزلهما، وأنه لم يكن منخرطا في أي نشاط عسكري لدى مقتله.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أفادت في وقت سابق بأن "مدنيين اثنين استشهدا في بلدة حولا، بعد استهداف منزلهما بالقصف المعادي... وهما: ناصيفة مزرعاني ونجلها محمد".
ولاحقا، أفادت الوكالة بمقتل شخص ثالث في قصف إسرائيلي على منزل في بلدة الجبين بجنوب البلاد، دون أن تحدد ما إذا كان مدنيا أو مقاتلا.
وأضافت أن "قصفا معاديا" استهدف مناطق عدة في جنوب لبنان.
وأعلن حزب الله بعد ظهر الجمعة شنّ هجمات على مواقع إسرائيلية حدودية، في عمليات هي الأولى منذ انتهاء الهدنة بين الدولة العبرية وحركة حماس.
وأكد مسؤول محلي وفرق إسعاف هذه الحصيلة لوكالة فرانس برس.
وقال رئيس بلدية حولا شكيب قطيش لوكالة فرانس برس إن القتيلين "طبعا مدنيين... هما مزارعان. لم يكونوا مسلّحين ولا يضربان راجمات" صواريخ.
وكان حزب الله أعلن في بيان أنه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 16:00 من بعد ظهر يوم الجمعة (14,00 ت غ) 1-12-2023 تجمعا لجنود العدو في محيط موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة".
وجل العلام موقع إسرائيلي على الحدود مع منطقة الناقورة في جنوب لبنان.
وفي بيانات منفصلة، تبنى حزب الله أيضا أربع هجمات أخرى، بما في ذلك استهداف جنود وثكنات حدودية.
قصف "خلية إرهابية"
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف "خلية إرهابية" و"اعترض عمليتَي إطلاق" صواريخ من لبنان، مضيفا أن "نيران المدفعية أصابت المواقع" التي نفّذت منها الهجمات.
وتبادلت إسرائيل وحزب الله القصف عبر الحدود بشكل يومي في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
الا أن الهدوء خيّم في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر، مع بدء سريان اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس في غزة.
وفي لبنان، خلّفت عمليات تبادل إطلاق أكثر من 110 قتلى، معظمهم مقاتلون من حزب الله وعدد من المدنيين، من بينهم ثلاثة صحافيين، وفق إحصاء لوكالة فرانس برس. وقُتل ستة جنود إسرائيليين وثلاثة مدنيين على الأقل في إسرائيل في هجمات نفذت من لبنان، بحسب السلطات.