جنيف: أعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن "أسفه العميق" لاستئناف القتال في قطاع غزة بعد هدنة استمرت سبعة أيام في رسالة الجمعة عبر منصة اكس، مبديا أمله في تجديد الهدنة.
صباح الجمعة، انتهت الهدنة في قطاع غزة التي بدأ سريانها في 24 تشرين الثاني/نوفمبر. واستأنف الجيش الإسرائيلي ضرباته الجوية وقصفه المدفعي فيما عاودت حركة حماس إطلاق الصواريخ باتجاه الدولة العبرية. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس سقوط ما لا يقل عن 60 قتيلا بينهم أطفال في قطاع غزة مع استئناف الأعمال العسكرية.
وأضاف غوتيريش بعد ساعات قليلة على استئناف الجيش الإسرائيلي قصف غزة "ما زلت آمل التمكن من تجديد الهدنة. استئناف العمليات العسكرية يظهر أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني فعلي".
وتم الالتزام بالهدنة بعد سبعة أسابيع من قصف إسرائيلي مدمر على قطاع غزة جاء ردا على هجوم دام غير مسبوق شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية.
وأسفر الهجوم عن سقوط نحو 1200 قتيل في إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويقدّر الجيش الإسرائيلي عدد الأشخاص الذين احتجزوا واقتيدوا رهائن إلى قطاع غزة في الهجوم بنحو 240.
وتوعّدت إسرائيل حماس بـ"القضاء" عليها، وأوقع القصف المكثف على غزة والذي ترافق اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، قرابة 15 ألف قتيل، معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس.
اليونيسف
بدورها أسفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الجمعة لانتهاء الهدنة في قطاع غزة منددة بالذين قرروا "استئناف قتل الأطفال".
وأوضح الناطق باسم اليونيسف جيمس إلدر لصحافيين في جنيف عبر اتصال بالفيديو من غزة إن "الوضع الإنساني في غزة خطر لدرجة أن أي شيء آخر غير السلام الدائم والمساعدات الطارئة على نطاق واسع سيعني كارثة لأطفال غزة".
وقال إلدر إن الحالة "المتردية" للصحة والغذاء والمياه والصرف الصحي في القطاع، تهدد بإحداث "كارثة ذات حجم لا مثيل له لأطفال غزة".
وأضاف أن "عدم التحرك يعطي الضوء الأخضر لقتل الأطفال"، معتبرا أن من غير المسؤول التفكير بأن هجمات جديدة على الشعب في غزة قد تؤدي إلى أي شيء آخر سوى مذبحة".
وشدد على أن "من المقلق جدا أن نسمع كيف تمكن البعض من التغاضي عن الوفيات المأسوية لهؤلاء الأطفال، والآن يبدو أنهم مرتاحون لوقوع الفظائع - الهجمات - التي تبدأ مجددا".
استسلام للانسانية
ورأى أن "قبول التضحية بالأطفال في غزة يعد استسلاما للإنسانية ... هذه فرصتنا الأخيرة قبل أن نخوض مرة أخرى في شرح سبب عدم إيقاف مأساة أخرى كان من الممكن تجنبها كليا".
وقال إلدر إنه زار الأطفال في مستشفى ناصر بخان يونس في جنوب قطاع غزة مع استئناف الأعمال القتالية الجمعة.
وأضاف أنه خلال الهدنة "بدأت لمحات من الطفولة تعود شيئا فشيئا" إلى الأطفال المصابين والجرحى.
لكنه قال إنه مع بدء الانفجارات "في لحظة... رأيت الخوف يعود والطفولة تتراجع".