أعلنت وزارة الصحة في غزة الإثنين أن حصيلة الوفيات في مستشفى الشفاء في غزة ارتفعت إلى 27 من قسم العناية المكثفة، وسبعة أطفال خدّج منذ نهاية الأسبوع بسبب نفاد الوقود في المجمع الطبي الذي يعتبر الأكبر في قطاع غزة.
وقال وكيل وزارة الصحة يوسف أبو ريش إن كافة المستشفيات في شمالي القطاع "خرجت من الخدمة" بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء والنقص في اللوازم الطبية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 2300 شخص على الأقل، بينهم مرضى وعاملون في الكادر الطبي ونازحون هربوا من القتال، يقيمون الآن داخل مجمع الشفاء الطبي.
وقال مدير المستشفى محمد أبو سلمية لوكالة الصحافة الفرنسية إن "هناك العشرات من القتلى والمئات من المصابين الذين لا يستطيع أحد الوصول إليهم. فسيارات الإسعاف تراوح مكانها لأنها تتعرض لإطلاق نار عندما تخرج من المستشفى".
وتقول إسرائيل إن مجمع الشفاء يخفي تحته أنفاقاً تستخدمها حركة حماس ومقرات للحركة، لكن الأطباء في المستشفى ينفون ذلك بشكل قاطع. كما طالب المسؤولون عن المستشفى الجهات الدولية والأمم المتحدة لزياردة المجمع الطبي للتأكد من ذلك بأنفسهم.
وناشد طبيب في المستشفى الجهات المعنية التدخل من أجل إجلاء أكثر من 30 طفلاً من الخدج ونقلهم إلى مصر من أجل بقائهم على قيد الحياة.
وقال الطبيب مايك نويس من منظمة "آكشن إيد يو كي" ومقرها لندن إنه اتصل بمسؤولين في المستشفى واصفاً الوضع الذي يواجه الكادر الطبي العامل هناك بأنه يائس.
وقال: "إن ما نسمعه، سواء كان من خلال اتصالاتنا بالشفاء، أو من المستشفيات الأخرى التي نعمل معها في شمالي غزة، هو مستوى من اليأس والعجز شبه الكلي عن العمل".
من جانبه، وصف عبد القادر حماد، وهو طبيب بريطاني من أصل فلسطيني كان متطوعاً في غزة وعاد إلى بريطانيا، في حديثه إلى برنامج "نيوزداي" في خدمة بي بي سي العالمية اليوم الإثنين، الوضع في مستشفيات القطاع بـ "الكارثي".
وقال إن ما وصلت إليه المستشفيات: "ليس مفاجئاً وإن وكالات الأمم المتحدة حذرت من المآلات المتوقعة منذ حوالي أسبوعين على الأقل أو ثلاثة".
وأكد الطبيب في حديثه على أن إجلاء الأطفال والمرضى المصابين بجروح خطيرة ليس بالشيء اليسير مضيفا أنها عملية ضخمة ومعقدة وتتطلب الكثير حتى لو تحققت، ومنها إيجاد البديل القادر على التعامل مع الحالات الحرجة التي تستدعي العناية الطبية الفائقة.
وكانت الأمم المتحدة قد أفادت بمقتل ثلاثة من طاقم التمريض في مستشفى الشفاء، مع اشتداد "القصف والاشتباكات المسلحة" حول المستشفى.
وأوضحت المنظمة الدولية الأحد أن البنية التحتية الحيوية في المستشفى تضررت أيضاً، بما يشمل غرفة الأكسجين وخزانات المياه، وبئراً، وقسم القلب والأوعية الدموية وجناح الولادة.