إيلاف من لندن: انتقلت المساعي التركية - العراقية لاستئناف صادرات نفط اقليم كردستان ومواجهة مسلحي حزب العمال وتعزيز العلاقات التجارية من بغداد الى أربيل الخميس بمباحثات لوزيري الخارجية والطاقة التركيين مع مسؤولي الاقليم.
وخلال اجتماع عقده في اربيل اليوم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني فد تم بحث سبل تعزيز علاقات تركيا مع العراق وإقليم كردستان ومجالات التعاون المشترك بين الجانبين وعلاقات أربيل وبغداد والمشاكل العالقة بينهما والحوار من أجل حلها والأوضاع العامة في العراق وإلاقليم.
واكد بارزاني أن إقليم كردستان ينظر باهتمام إلى علاقاته مع تركيا التي تربطه معها مصالح مشتركة اقتصادية وتجارية وأمنية وهو مستعد لتعزيز هذه العلاقات في المجالات كافة.. مشيراً إلى أن الإقليم لن ينسى أبداً دعم ومساعدات تركيا له، بحسب بيان صحفي لرئاسة الاقليم تابعته "ايلاف".
فيدان
من جهته أكد فيدان أن تركيا تولي اهتماماً خاصاً بعلاقاتها مع العراق وإقليم كردستان .. مؤكدا استعداد بلاده لتوسيع العلاقات والتعاون المشترك بين الجانبين في كل المجالات.
وفي محور آخر تم التركيز باهتمام على مسألة استئناف تصدير نفط إقليم كردستان عن طريق ميناء جيهان التركي حيث تبادل الجانبان الآراء بخصوص ذلك وسبل حله وبحثا الأوضاع العامة للمنطقة ومجموعة مسائل تحظى بالاهتمام المشترك للجانبين.
الرؤساء الثلاثة
وكان هاكان فيدان قد اجرى في بغداد امس الاربعاء مباحثات مع الرؤساء العراقيين الثلاثة للبلاد والحكومة والبرلمان بالتزامن مع مباحثات اجراها في انقرة الثلاثاء وزير النفط العراقي حيان عبد الغني مع وزير الطاقة والثروات الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار الذي وصل الى اربيل اليوم لاستئناف المباحثات حول امكانية استئناف صادرات نفط الاقليم المتوقفة منذ آذار مارس الماضي والتي ادت الى خسائر بأكثر من ملياري دولار.
فقد أوقفت تركيا صادرات العراق البالغة 450 ألف برميل يوميا عبر خط أنابيب العراق-تركيا الشمالي منذ ذلك الوقت بعد حكم في قضية تحكيم صادر عن غرفة التجارة الدولية حيث تشتكي بغداد من أن أنقرة وشركة بوتاش التركية الحكومية للطاقة انتهكتا أحكام اتفاق خط الأنابيب العراقي التركي الموقع في عام 1973 عبر نقل وتخزين النفط من كردستان وتحميله على ناقلات في جيهان دون موافقة بغداد.
وتسعى تركيا الى التفاوض على حجم التعويضات التي أمرت هيئة التحكيم أنقرة بدفعها إلى بغداد والبالغة 1.5 مليار دولار عن الصادرات غير المصرح بها والتي خرجت من إقليم كردستان العراق بين عامي 2014 و2018.
هاكان: سنتعاون مع بغداد وأربيل لانهاء "العمال"
وفي اجتماع آخر في اربيل عقده الوزير التركي فيدان مع رئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني فقد اكد أن بلاده ستتعاون مع بغداد وأربيل للقضاء على حزب العمال الكردي التركي المتواجدة قواعده وعناصره المسلحة في اراضي الاقليم الشمالي فيما نوه بارزاني الى ان الاقليم ملتزم بالدستور ولن يكون منطلقاً لزعزعة استقرار دول الجوار.
رئيس حكومة اقليم كردستان العراق مسرور بارزاني ملتقيا في اربيل الخميس 24 أغسطس 2023 وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (مكتبه)
وقال بارزاني انه وفيدان ناقشا "مجموعة من القضايا الهامة في المنطقة بينها العلاقات الثنائية بين تركيا والعراق وخصوصاً مع إقليم كردستان اضافة الى سبل استئناف تصدير نفط إقليم كردستان وفقاً لحقوقه الدستورية وحل هذه المشكلة مع الحكومة الفيدرالية بشكل يصب في مصلحة الجميع"كما نقلت عنه وكالة "رووداو" الكردية وتابعتها "ايلاف".
مكافحة الإرهاب
ومن جانبه اشار فيدان الى ان "تركيا تطور علاقاتها مع العراق بطريقة ديناميكية، وتنظر بأهمية إلى علاقاتها مع بغداد وإربيل".. ونوه الى انه
بحث خلال زيارته لبغداد خلال اليومين الماضيين العديد من القضايا "مثل مكافحة الإرهاب والمياه وتنمية العراق" كما بحث "العلاقات بين تركيا والعراق مع الأحزاب المشكلة للحكومة العراقية".
واضاف انه بحث مع رئيس الاقليم في اربيل اليوم ايضا عدداً من القضايا في مقدمتها مواجهة الإرهاب الطاقة والاقتصاد والتجارة".
واشار الوزير التركي الى ان تنظيم حزب العمال "الإرهابي يختبئ في العراق لكننا سنقوم بالقضاء عليه بشكل تام بالتعاون سواء مع بغداد أو أربيل".
يشار الى ان قضية تواجد قواعد ومسلحي حزب العمال التركي الكردي المعارض في شمال العراق تؤرق علاقات انقرة مع كل من بغداد واربيل، حيث يقوم الحزب انطلاقا من هناك عمليات معادية لتركيا التي تقوم قواتها بين الحين والآخر بقصف هذه القواعد وملاحقة قيادات الحزب بالطائرات المسيرة والحربية.
واليوم الخميس قُتل 3 عناصر من حزب العمال التركي الكردي في اقليم كردستان العراق خلال ضربة نفذتها طائرة مسيرة تركية في منطقة سيدكان بمحافظة أربيل.
ومن جهتها اعلنت وزارة الدفاع التركية عن مقتل جندي تركي خلال هجوم لحزب العمال على قاعدة عسكرية تركية في شمال العراق.
التجارة تجاوزت 25 مليار دولار
يشار الى إن حوالي 700 ألف عراقي يقيمون في تركيا فيما توجد 850 شركة تركية تعمل في العراق .
وتم الاعلان في بغداد اليوم عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين الى 15 مليار و172 مليون و268 الف دولار خلال العام الماضي 2022 .