إيلاف من بيروت: الغد الواعد للصحافة يُبشر بأنها ستكون المنبر الأهم في ساحة إعلام الذكاء الاصطناعي. إنها خلاصة قول الكاتبة والباحثة في الدراسات الإعلامية ندى أحمد جابر، ومؤلفة كتاب "في قرية ماكلوهان... الإعلام الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والميتافيرس".
تقول جابر، في مقالة لها نشرتها صحيفة "الخليج"، إن الصحف العالمية وبعض الصحف العربية تستعد للصعود إلى الزمن الذكي، بضخ استثمارات كبيرة لتطوير صُحفها مواكبة للتطورات العصرية، "وقد أثار هذا الإعلان فضول الكثيرين لمعرفة الجديد المبهر الذي سيحمله الغد المُبشر بإبداع العقول البشرية وهي تتفوق في مجال الصحافة بتسخير العقول الآلية لخلق عالم صحفي جديد يعيد للصحافة مكانتها"، قبل زمن المذياع والتلفزيون.
إيلاف حاضرة
وبعد 22 مايو الماضي، يوم إعلان "إيلاف" ريادتها العربية في مجال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، صارت هذه الصحيفة الإلكترونية حاضرةً دائماً في أي نقاش تتقاطع فيه الصحافة والذكاء الاصطناعي. تقول جابر: "عربياً، كانت صحيفة إيلاف الإلكترونية قد أعلنت دخولها في استثمارات كبيرة في هذا المجال. وعالمياً كانت بلومبيرغ تسبق لتقدم تجربتها في الاستثمار في صحافة الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار وفي البيانات".
من هنا، تجد جابر أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تساهم بشكل متقن في تطوير منظومة العمل الإخباري؛ "حيث الهدف هو القيام بالمهام اليومية الروتينية من خلال الخوارزميات، ليتفرّغ الصحفي لأداء دوره الحقيقي في التحليل والتعمق والاستسقاء بشكل أكثر في الأحداث والأخبار العاجلة"، كما تقول.
تضيف جابر أن الواقع يشير إلى أن على الاستثمار في صحافة الذكاء الاصطناعي أن يبدأ بالاستثمار في الصحفي نفسه، فمن دون تدخل الصحفي، لا يوصل الذكاء الاصطناعي الأخبار التي تأتي كسرد آلي دون حياة أو روح إنسانية تجيد تحليل الخبر.
فالذكاء الاصطناعي يأتي في الصحافة الحديثة لتسهيل العمل الصحفي، وليس لإلغاء دور الصحفيين.
كان عثمان العمير، ناشر "إيلاف" ورئيس تحريرها، قد تطرق إلى هذه المسألة في حوارٍ صحفي، فلم ينفِ الشكوك التي تحوم حول مسألة الذكاء الاصطناعي الذي يغزو وظائف البشر، لكنه قال: "سيعتاد الناس هذه التقنية في المستقبل، وسيجدون الطريقة الصحيحة لاستخدامها".
ثورة في عالم الإعلام
تتوقع جابر أن تخلق صحافة الذكاء الاصطناعي ثورة في صناعة الإعلام، تلغي الحدود الجغرافية والقانونية، "والأهم متعة الوصول إليها ستتخذ شكلاً جذاباً تجعل المُتلقي يهجر كل وسائل الإعلام الأخرى مكتفياً بالصحيفة التي تأتي إليه بثوبها الجديد مُشكلة نقلة نوعية ذكية وقادرة على جعل الصحيفة متعة حقيقية".
وهذا سيخلق منافسة بين المؤسسات الصحفية والإعلامية المختلفة، الرابح فيها "قناص الفرص" السبّاق إلى تبني التقنيات الحديثة.
المستقبل لصحافة الذكاء الاصطناعي.. لقطة من مناقشة كتابي الإعلام الدولي في نادي الصحافة بيروت آملة ان نلفت نظر المهتمين الى اهمية دعم وضخ الاستثمارات في صحافة الغد التي سيتغير وجه الإعلام @OthmanAlomeir @Elaph #ArtificialInteligence #media #الذكاء_الاصطناعي #السعودية #لندن… pic.twitter.com/IIRF1FI5BI
— Dr.Nada A. Jaber (@NadaAJaber) July 13, 2023
بحسب جابر، الاستثمار في الصحافة الذكية يمكّن من تعزيز جودة الخدمات التي تقدمها للجمهور، ويجعل الأخبار أكثر اتساقاً ودقة، كما يسهم في خلق منتجات إعلامية جديدة ومتطورة كالنشرات الإخبارية التلقائية والقصص الصحفية الأتوماتيكية، وأضف إلى ذلك تقنيات استخدام الصوت والفيديو، خاصة إذا ما تم دعمها بتقنية "ميتافيرس" التي تسمح للمتلقي بمعايشة الحدث وكأنه داخله، ما يعزز تفاعله وإحساسه به.
في التقنية والإنسان
ولا تنسى جابر سحر الروبوت (المذيعة) التي تطل على القرّاء لتقدم لهم موجز الأخبار والمقالات وتخيّرهم بين الاستماع إليها أو قراءتها، وتقوم بالردّ المباشر على أسئلتهم وتحاورهم، ما يخلق عالماً جديداً من التفاعل الذكي.
وهذا الكلام يواكب إعلان "إيلاف"، السباقة إلى الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، عن وجهها الإعلامي الذكي، هلا الوردي، المذيعة المدعومة بمنظومة الذكاء الاصطناعي.
وتختم جابر مقالتها بالقول إن صحافة الذكاء الاصطناعي "دعوة للاستثمار في التقنية والإنسان معاً، لتتفوق في تميزها كصوت للخبر الإنساني.. وإن بتقنية ذكاء آلي".